×

قوله: «أو أن موافقتهم للمُشْركين وإِظهَار طاعتهم رأي حسن» كأن تقول: إن هذا من قبيل أخذ الحيطة، وأخذ اليد عند العَدُو، أو هذا اجتهادٌ منهم أخطأوا فيه، وهم أهل إِيمَان.

لا تجادل عنهم أبدًا؛ بل عليك أن تعتبر بحالهم، وتحذر من أن تتصف بصفاتهم، ولا تعتذر عنهم فربهم أعلم بهم وبنيَّاتهم.

هكذا يجب أن يكون موقف المسلم عند الفتن، ولا بُدَّ له أن يُبتلى ويُمتحن في هذه الدُّنيا، لكن النتيجة بحسب موقفه من الفتن.

قوله: «حذرًا على الأنفس والأموال والمحارم»، هذا لا يبيح للإِنْسَان أن يوافق المُشْركين ولو خاف على نفسه أو على أَولاَده، أو على ماله، فلا يوافق المُشْركين أبدًا، بل يتمسك بدينه ويثبُت عليه إلى أن يأتي الله بالفرج، قال تعَالى: ﴿أَمۡ حَسِبۡتُمۡ أَن تَدۡخُلُواْ ٱلۡجَنَّةَ وَلَمَّا يَأۡتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِينَ خَلَوۡاْ مِن قَبۡلِكُمۖ مَّسَّتۡهُمُ ٱلۡبَأۡسَآءُ وَٱلضَّرَّآءُ وَزُلۡزِلُواْ حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ مَتَىٰ نَصۡرُ ٱللَّهِۗ أَلَآ إِنَّ نَصۡرَ ٱللَّهِ قَرِيبٞ [البقرة: 214]، وكلما اشتد الأَمر فالفرج قريب.

وقال صلى الله عليه وسلم: «وَاعْلَمْ أَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ، وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا» ([1])، فإذا اشتد عليك الأَمر فاعلم أن الفرج قريب، ولا تيأس من رحمة الله عز وجل.

قوله: «فإن هذه الشبهة هي التي أوقعت كَثِيرًا من الأولين والآخرين في الشِّرك بالله»، وهي فِتنَة مُوافقَة الكفَّار لأجل سلامة دنيا الإِنْسَان


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد رقم (2803)، وعبد بن حميد رقم (636).