×

قال رحمه الله: وأنت يا مَنْ مَنَّ الله عليك بالثبات على الإِسْلام، احذر أن يدخل في قلبك شيء من الريب، أو تحسين أمر هَؤُلاءِ المُرتَدِّين، أو أن موافقتهم للمُشْركين وإِظهَار طاعتهم رأي حسن، حذرًا على الأنفس والأموال والمحارم، فإنَّ هذه الشبهة هي التي أوقعت كَثِيرا من الأولين والآخرين في الشِّرك بالله، ولم يعذرهم الله بذلك، وإلا فكَثِير منهم يعرفون الحق، ويعتقدونه بقُلُوبهم، وإنما يدينون بالشِّرك للأعذار الثمانية التي ذكرها الله في كتابه، فلم يعذر بها أحدًا ولا ببَعْضها، فقال: ﴿قُلۡ إِن كَانَ ءَابَآؤُكُمۡ وَأَبۡنَآؤُكُمۡ وَإِخۡوَٰنُكُمۡ وَأَزۡوَٰجُكُمۡ وَعَشِيرَتُكُمۡ وَأَمۡوَٰلٌ ٱقۡتَرَفۡتُمُوهَا وَتِجَٰرَةٞ تَخۡشَوۡنَ كَسَادَهَا وَمَسَٰكِنُ تَرۡضَوۡنَهَآ أَحَبَّ إِلَيۡكُم مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَجِهَادٖ فِي سَبِيلِهِۦ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّىٰ يَأۡتِيَ ٱللَّهُ بِأَمۡرِهِۦۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡفَٰسِقِينَ [التوبة: 24].

****

 قوله: «وأنت يا مَنْ مَنَّ الله عليك بالثبات على الإِسْلام، احذر أن يدخل في قلبك شيء من الريب» أي: احذر من مصير هَؤُلاءِ، واثبت على دينك مهما كلفك الثمن، ولا تتزحزح عنه لأجل طمع دنيويٍّ، أو لأجل خَوْف من عدوٍّ، فإن العاقبة للمتقين، واصبر على ما يصيبك في سبيل دينك.

قوله: «أو تحسين أمر هَؤُلاءِ المُرتَدِّين» لا تقل: هَؤُلاءِ معذورون، وهَؤُلاءِ خافوا على أنفسهم وعلى أَولاَدهم فأرادوا أخذ الحيطة، أو تقول: هَؤُلاءِ مجتهدون غير متعمدين، فلا تعتذر عنهم فتكون مثلهم ﴿وَلَا تَكُن لِّلۡخَآئِنِينَ خَصِيمٗا [النساء: 105]، الله عز وجل لم يعذرهم، فكيف أنت تلتمس لهم الأعذار؟!!


الشرح