أي: انتظرونا يعني: في الدُّنيا ﴿يَوۡمَ يَقُولُ
ٱلۡمُنَٰفِقُونَ وَٱلۡمُنَٰفِقَٰتُ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱنظُرُونَا نَقۡتَبِسۡ مِن
نُّورِكُمۡ قِيلَ ٱرۡجِعُواْ وَرَآءَكُمۡ فَٱلۡتَمِسُواْ نُورٗاۖ فَضُرِبَ بَيۡنَهُم
بِسُورٖ لَّهُۥ بَابُۢ بَاطِنُهُۥ فِيهِ ٱلرَّحۡمَةُ وَظَٰهِرُهُۥ مِن قِبَلِهِ ٱلۡعَذَابُ
١٣يُنَادُونَهُمۡ أَلَمۡ نَكُن مَّعَكُمۡۖ قَالُواْ بَلَىٰ وَلَٰكِنَّكُمۡ فَتَنتُمۡ
أَنفُسَكُمۡ وَتَرَبَّصۡتُمۡ وَٱرۡتَبۡتُمۡ وَغَرَّتۡكُمُ ٱلۡأَمَانِيُّ حَتَّىٰ جَآءَ
أَمۡرُ ٱللَّهِ وَغَرَّكُم بِٱللَّهِ ٱلۡغَرُورُ ١٤﴾
[الحديد: 13، 14] هذه عاقبتهم في الآخِرَة والعِيَاذ باللهِ، فلا هم الذين ربحوا
آخرتهم ولا هم الذين بقيت لهم دنياهم، بل ذهب خير الدارين عنهم.
قوله:
«هذا مع أن كَثِيرًا منهم في عافية، ما
آتاهم عدو» أي مع أن كَثِيرًا منهم ما وصل بهم الأَمر إلى حد الخَوْف، بل هم
آمنون، لكن النِّفَاق الذي في قُلُوبهم ظهر، فأسرعوا إلى الأَعدَاء، وهم لم يصلوا
إليهم بعد، ﴿فَتَرَى
ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ يُسَٰرِعُونَ فِيهِمۡ يَقُولُونَ نَخۡشَىٰٓ أَن
تُصِيبَنَا دَآئِرَةٞۚ﴾
[المائدة: 52]، يَقولُون: نحتاط لأمرنا؛ لأننا نخشى أن يتغلَّب الأَعدَاء على
المُسْلمين ثم يُهلكوننا، فيسارعون فيهم، أي ينضموا إليهم؛ كالمستجير من الرمضاء
بالنَّار، قال تعَالى: ﴿وَمِنَ
ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ فَإِذَآ أُوذِيَ فِي ٱللَّهِ جَعَلَ
فِتۡنَةَ ٱلنَّاسِ كَعَذَابِ ٱللَّهِۖ﴾
[العنكبوت: 10]، نسأل الله العافية.
قوله:
«وإنما ساء ظنهم بالله» بمجرد ما
سمعوا عن قدوم الجُيُوش انضموا إلى الأَعدَاء، وخَرجُوا يستقبلونهم، وبادروا
إليهم، ساء ظنهم بالله كما ساء ظن المُنَافقِين الذين من قبلهم، الذين قال الله جل
وعلا فيهم: ﴿بَلۡ
ظَنَنتُمۡ أَن لَّن يَنقَلِبَ ٱلرَّسُولُ وَٱلۡمُؤۡمِنُونَ إِلَىٰٓ أَهۡلِيهِمۡ
أَبَدٗا وَزُيِّنَ ذَٰلِكَ فِي