×

 ﴿مُّذَبۡذَبِينَ بَيۡنَ ذَٰلِكَ لَآ إِلَىٰ هَٰٓؤُلَآءِ وَلَآ إِلَىٰ هَٰٓؤُلَآءِۚ [النساء: 143]، وإنما ينظرون إلى المنتصر فإن كان المنتصر أَهل الإِيمَان انضموا إليهم، وإن كان المنتصر أهل الكُفْر انضموا إليهم؛ كما قال تعَالى: ﴿ٱلَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمۡ فَإِن كَانَ لَكُمۡ فَتۡحٞ مِّنَ ٱللَّهِ قَالُوٓاْ أَلَمۡ نَكُن مَّعَكُمۡ وَإِن كَانَ لِلۡكَٰفِرِينَ نَصِيبٞ قَالُوٓاْ أَلَمۡ نَسۡتَحۡوِذۡ عَلَيۡكُمۡ وَنَمۡنَعۡكُم مِّنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَۚ [النساء: 141].

قوله: «وأعطوهم الطَّاعة، وخَرجُوا عن جماعة المُسْلمين إلى جماعة المُشْركين» من عُبَّاد القُبُور والأَضرِحَة وصاروا يأتمرون بأوامر الجيش الغازي، وينفذون أوامره على أهل بِلاَدهم وعلى أهل دينهم طمعًا في الدُّنيا أو دفعًا للخَوْف بزعمهم، والإِنْسَان قد يفعل هذا دفعًا للخَوْف ويظن أن الخَوْف سينقذه، والخَوْف لا يندفع إلا بالإِيمَان والاعتماد على الله عز وجل ولهذا قال جل وعلا: ﴿فَلَا تَخَافُوهُمۡ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ [آل عمران: 175]، وقال: ﴿فَلَا تَخۡشَوُاْ ٱلنَّاسَ وَٱخۡشَوۡنِ [المائدة: 44].

قوله: «وخَرجُوا عن جماعة المُسْلمين إلى جماعة المُشْركين» أي انضموا إلى الذين يَعبُدون القُبُور والأَضرِحَة، فهم لا يَعبُدون الأَصنَام كحال المُشْركين الأولين، ولكن يبنون على القُبُور من أجل أن تُعبد، فإذا عُبدَت فهذا شرك بالله مثل شرك الأولين لا فرق.

قوله: «فهم مَعهُم في الآخِرَة، كما هم مَعهُم في الدُّنيا، فخسروا الدُّنيا والآخِرَة، ذلك هو الخسران المبين»، ولذلك في يوم القيَامَة يعطي الله المُؤْمِنين النور الذي يمشون به، ويعطي المُنَافقِين شيئًا من النور في البداية فإذا مشوا انطفأ نورهم، فيَقولُون للمُؤْمِنين: ﴿ٱنظُرُونَا [الحديد: 13] 


الشرح