فالله جل وعلا لا يخفى عليه شيء، وهو سُبحَانَه
يعلم الضمائر والسرائر، وما في النفوس وما في القُلُوب، ويعامل العباد بموجب ذلك.
الصفة
الرابعة: ﴿وَلَا
يَخَافُونَ لَوۡمَةَ لَآئِمٖۚ﴾
[المائدة: 54]، فلا يلتفتون لمن يلومهم من النَّاس ويقول لهم: أنتم تُفرِّطون
بأنفسكم وأموالكم وأَولاَدكم بقتالكم الكفَّار، اتركوا قتالهم فهو خير لكم، وعيشوا
في بلدكم، والإِسْلام دين مسالمة ودين محبَّة وليس دين قتال وولاء وبراء.
ثم
قال جل وعلا: ﴿ذَٰلِكَ
فَضۡلُ ٱللَّهِ﴾ [المائدة: 54] يعني: ليس ما
ناله المُسلِمُون بحولهم ولا بقوتهم وإنما هو فضل الله: ﴿يُؤۡتِيهِ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٌ﴾ [المائدة: 54]، فهذا التثبيت وهذ القوة والشجاعة
والصرامة في الحق فضلٌ من الله يعطيه من يشاء، لكن بسببٍ من العبد، فإذا كان العبد
عنده عزم وقوة إِيمَان فالله جل وعلا يتفضل عليه ويؤيده وينصره.