بحفظ
هذا الدِّين؛ كما قال تعَالى: ﴿إِنَّا نَحۡنُ نَزَّلۡنَا ٱلذِّكۡرَ وَإِنَّا لَهُۥ
لَحَٰفِظُونَ﴾ [الحجر: 9]، وقال صلى الله
عليه وسلم: «لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ
أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى
يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ» ([1])،
فالله لا يضيع دينه أبدًا، لكن الخشية علينا نَحْن أن نضيع، إذا تركنا الدِّين
وأفلتت أيدينا منه، أما الإِسْلام فليس عليه خَوْف؛ لأن الذي أنزله تكفَّل بحفظه،
وتكفل أن يأتي بمن ينصره ﴿فَسَوۡفَ يَأۡتِي ٱللَّهُ﴾
[المائدة: 54] في المستقبل؛ لأن الفاء هنا للتسويف وهو الاستقبال القريب: ﴿فَسَوۡفَ
يَأۡتِي ٱللَّهُ بِقَوۡمٖ يُحِبُّهُمۡ وَيُحِبُّونَهُۥٓ﴾
[المائدة: 54] وقد صَدَق وعد الله.
وخير
المثال على ذلك قصة أبي بكر الصديق وأصحابه - رضي الله عنهم، أتى الله بهم فقمعوا
أهل الرِّدَّة، وثبّت الله بهم الإِسْلام، واستقر بهم الدِّين ([2]).
كذلك
ما حصل في الدرعية لما حصلت رجفة، وحصل قتل وتشريد وتخريب، فلما فارقت الجُيُوش
الدرعية عادت الدَعْوة وعاد الدِّين كما كان، واجتمعت كلمة المُسْلمين وبايعوا
أميرهم تركي بن عبْد اللهِ آل سعود رحمه الله، وعادت الدولة كما كانت، وهذا وعد
الله سبحانه وتعالى للمُؤْمِنين المحبين لله، المحبوبين من الله، المجاهدين في
سبيل الله.
قوله: «ووصفهم بالذلّة والتواضع للمُؤْمِنين، والعزّة والغلظة والشدة على الكَافِرين» امتثالاً لقول الله تعَالى: ﴿قَٰتِلُواْ ٱلَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ ٱلۡكُفَّارِ وَلۡيَجِدُواْ فِيكُمۡ غِلۡظَةٗۚ﴾ [التوبة: 123].
([1]) أخرجه: البخاري رقم (3641)، ومسلم رقم (1037).