×

قوله: «بضد من كان تواضعه وذلّه ولينه لعبّاد القِبَاب، وأهل القحاب واللواط»؛ كما هي حالة هَؤُلاءِ الغُزاة في بِلاَدهم، فهي بِلاَد شرك لما فيها من القُبُور والأَضرِحَة التي تُعبد، وفيها دور البغاء مفتوحة، وفيها تُشرب الخمور علانية، وفيها الصوفية المنحرفة المخالفة للدين، وفيها من كل بلاء ما الله به عليم، وهَؤُلاءِ الغزاة المعتدون لم يغيروا ما في بِلاَدهم من الشِّرك والبدع وفعل الفواحش، بل جاءوا يريدون القضاء على دَعْوة التَّوحِيد بزعمهم، ولكن لم يضروا دَعْوة التَّوحِيد والحمد لله؛ لأنها مبنية على أساس.

قوله: «وعزّته وغلظته على أَهل التَّوحِيد والإِخلاَص»، يريد من ناصروا الجُيُوش الغازية وصاروا مَعهُم ضد أَهل التَّوحِيد، وضد أهل العَقِيدَة، وخانوا بِلاَدهم وخانوا المُسْلمين وانضموا إلى الأَعدَاء، ثم ماذا كانت النتيجة؟ الجَواب: خسروا الدُّنيا والآخِرَة إلا من تاب منهم، فمن تاب تاب الله عليه، لكن من استمر على هذا فقد خَسِرَ الدُّنيا والآخِرَة، وتحمل الأوزار والآثام بفعله.

ولم يتضرر الإِسْلام، والعَقِيدَة لم تتضرر، والدَعْوة لم تتضرر، بل عادت كما كانت أو أقوى والحمد لله، وفي النهاية أين هم؟! الجَواب: ليس لهم وجود، بينما الدَعْوة والتَّوحِيد وأهل الإِسْلام ولله الحمد باقون أعزاء.

قوله: «فكفى بهذا دليلاً على كفر من وافقهم وإن ادّعى أنه خَائِف» الخَوْف لا يُجيز للإِنْسَان أن يَتنَازَل عن دينه أو شيء منه ويلجأ إلى الكفَّار.


الشرح