×

قال رحمه الله: وهكذا حال كَثِير من المُرتَدِّين في هذه الفِتنَة، فإنّ عذر كَثِير منهم هو هذا العذر الذي ذكره الله عن الذين في قُلُوبهم مَرض ولم يعذرهم به. قال الله تعَالى: ﴿فَتَرَى ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ يُسَٰرِعُونَ فِيهِمۡ يَقُولُونَ نَخۡشَىٰٓ أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٞۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن يَأۡتِيَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرٖ مِّنۡ عِندِهِۦ فَيُصۡبِحُواْ عَلَىٰ مَآ أَسَرُّواْ فِيٓ أَنفُسِهِمۡ نَٰدِمِينَ ٥٢وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَهَٰٓؤُلَآءِ ٱلَّذِينَ أَقۡسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَيۡمَٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُواْ خَٰسِرِينَ ٥٣ [المائدة: 52، 53]، ثم قال تعَالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَن يَرۡتَدَّ مِنكُمۡ عَن دِينِهِۦ فَسَوۡفَ يَأۡتِي ٱللَّهُ بِقَوۡمٖ يُحِبُّهُمۡ وَيُحِبُّونَهُۥٓ أَذِلَّةٍ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ [المائدة: 54].

****

قوله: «وهكذا حال كَثِير من المُرتَدِّين في هذه الفِتنَة» يعني: الفِتنَة التي حدثت في الدرعية في وقت الشَّيخ رحمه الله، لما هجمت الجُيُوش العظيمة على المُسْلمين من غير ذنب إلا عَداوَة للتوحيد، وعَداوَة للعقيدة الصَّحِيحة، قال المُنَافقُون في زمان هذه الفِتنَة ما قاله المُنَافقُون لليهود في زمن النَّبي صلى الله عليه وسلم، أليست هذه ردّة؟! الجَواب: لا شك أن هذه ردة والعِيَاذ باللهِ.

قوله: «فإنّ عذر كَثِير منهم هو هذا العذر الذي ذكره الله عن الذين في قُلُوبهم مَرض ولم يعذرهم به» وهم المُنَافقُون الذين في عهد النَّبي صلى الله عليه وسلم.

قوله تعَالى: ﴿فَعَسَى ٱللَّهُ أَن يَأۡتِيَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرٖ مِّنۡ عِندِهِۦ فَيُصۡبِحُواْ عَلَىٰ مَآ أَسَرُّواْ فِيٓ أَنفُسِهِمۡ نَٰدِمِينَ [المائدة: 52]، هذا وعدٌ من الله جل وعلا للمُؤْمِنين؛ لأن «عسى» من الله واجبة؛ كما يقول المفسرون،﴿فَعَسَى ٱللَّهُ أَن يَأۡتِيَ بِٱلۡفَتۡحِ  [المائدة: 52] وهو نصر المُسْلمين على الكَافِرين، 


الشرح