×

﴿أَوۡ أَمۡرٖ مِّنۡ عِندِهِۦ [المائدة: 52] بأن يوقع في الكفَّار ما يوقع من العقوبات، ﴿فَيُصۡبِحُواْ [المائدة: 52] فيصبح المُنَافقُون﴿عَلَىٰ مَآ أَسَرُّواْ فِيٓ أَنفُسِهِمۡ [المائدة: 52] أضمروه في قُلُوبهم ﴿نَٰدِمِينَ [المائدة: 52] ولا ينفعهم الندم، وقد خاب ظنّهم، وانقلب الأَمر عليهم، ونصر الله المُسْلمين، وفتح لهم، وانزاح الكفَّار والمُشْركون، وبقي المُنَافقُون مُعلَّقين لا إلى هَؤُلاءِ ولا إلى هَؤُلاءِ، ولم ينفعهم الندم والعِيَاذ باللهِ.

فالمُؤْمِن يصدق مع الله في السراء والضراء، وفي الشدة وفي الرخاء، مهما كلّفه الأمر، وإن ضاعت عليه الدُّنيا، فإن الآخِرَة لا تضيع عليه، أما إن تنازل عن دينه لأجل الدُّنيا، فلن ينال الدُّنيا ويُحرم من الآخِرَة ﴿خَسِرَ ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةَۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡخُسۡرَانُ ٱلۡمُبِينُ [الحج: 11] نسأل الله العافية، والدُّنيا مداولات: ﴿وَتِلۡكَ ٱلۡأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيۡنَ ٱلنَّاسِ [آل عمران: 140]. والبَاطِل وإن أُديل لن يدوم بل يزول ويعود الحق ﴿وَٱلۡعَٰقِبَةُ لِلۡمُتَّقِينَ [الأعراف: 128]، وحينئذ يندم من تعلق بالبَاطِل وتقر عين من تعلق بالحق ﴿فِي بِضۡعِ سِنِينَۗ لِلَّهِ ٱلۡأَمۡرُ مِن قَبۡلُ وَمِنۢ بَعۡدُۚ وَيَوۡمَئِذٖ يَفۡرَحُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٤بِنَصۡرِ ٱللَّهِۚ يَنصُرُ مَن يَشَآءُۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ ٥وَعۡدَ ٱللَّهِۖ لَا يُخۡلِفُ ٱللَّهُ وَعۡدَهُۥ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ ٦ [الروم: 4- 6].

قوله: ﴿وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَهَٰٓؤُلَآءِ ٱلَّذِينَ أَقۡسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَيۡمَٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُواْ خَٰسِرِينَ [المائدة: 53] فيتعجب المُسلِمُون من مصير هَؤُلاءِ حينما ينكشف أمرهم ويُهزمون ويُخسئون، وتحبط أعمالهم ويصبحون خاسرين مع أنهم كانوا يحلفون للمُسْلمين أنهم مَعهُم في السراء والضراء.


الشرح