×

 دنياه، أو حتَّى يخاف على أقاربه، أو على تجارته، هذه كلها ليست أعذارًا.

قوله: «وأظهر لهم المُوافقَة على دينهم، خَوْفا على بَعْض هذه الأُمُور ومحبَّة لها» آثر محبَّة هذه الأُمُور على محبَّة الله ورسوله وجِهَاد في سبيله، وترك هذه الأُمُور من أجل إرضاء الكفَّار والنَّيْل من دنياهم، مع أن الكفَّار لا يرضون عنك ولا يحبونك أبدًا، إنما الكفَّار يُبغضُون المُؤْمِنين؛ ولهذا قال تعَالى: ﴿إِن يَثۡقَفُوكُمۡ يَكُونُواْ لَكُمۡ أَعۡدَآءٗ وَيَبۡسُطُوٓاْ إِلَيۡكُمۡ أَيۡدِيَهُمۡ وَأَلۡسِنَتَهُم بِٱلسُّوٓءِ وَوَدُّواْ لَوۡ تَكۡفُرُونَ [الممتحنة: 2]، مهما تودَّدَ المسلم إلى الكفَّار فإنهم يُبغضُونه ولا يبادلونه المحبَّة، وهذا من العجائب، فكيف يحبهم وهم لا يحبونه؟! ﴿هَٰٓأَنتُمۡ أُوْلَآءِ تُحِبُّونَهُمۡ وَلَا يُحِبُّونَكُمۡ وَتُؤۡمِنُونَ بِٱلۡكِتَٰبِ كُلِّهِۦ وَإِذَا لَقُوكُمۡ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا وَإِذَا خَلَوۡاْ عَضُّواْ عَلَيۡكُمُ ٱلۡأَنَامِلَ مِنَ ٱلۡغَيۡظِۚ قُلۡ مُوتُواْ بِغَيۡظِكُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ ١١٩إِن تَمۡسَسۡكُمۡ حَسَنَةٞ تَسُؤۡهُمۡ وَإِن تُصِبۡكُمۡ سَيِّئَةٞ يَفۡرَحُواْ بِهَاۖ وَإِن تَصۡبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لَا يَضُرُّكُمۡ كَيۡدُهُمۡ شَيۡ‍ًٔاۗ إِنَّ ٱللَّهَ بِمَا يَعۡمَلُونَ مُحِيطٞ ١٢٠ [آل عمران: 119، 120]، بَعْض النَّاس يخاف من كيدهم، والله جل وعلا يقول: اصبر واتَّق ربك ولا تتق الكفَّار، فإذا حصل منك الصبر والتَّقوى فإنهم لا يضرُّونك، ﴿لَا يَضُرُّكُمۡ كَيۡدُهُمۡ شَيۡ‍ًٔاۗ إِنَّ ٱللَّهَ بِمَا يَعۡمَلُونَ مُحِيطٞ. [آل عمران: 120]

قوله: «ومن العجب استحسانهم لذلك واستحلالهم له»، كان في زمان الفِتنَة التي جرَت على بِلاَد نجد أناسٌ يوالون أَهل التَّوحِيد، ويُظهِرون لهم المحبَّة والمُوافقَة، فلما جاء الهُجُوم والغزو على 


الشرح