×

 لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡفَٰسِقِينَ [التوبة: 24]، هذا تهديد من الله سبحانه وتعالى لمن آثر هذه المحبَّة أو خاف إن لم يتولَ الكفَّار أن تفوت عليه هذه المصالح، فهذا آثر الدُّنيا على الآخِرَة، وآثر غضب الله على رضا الله سبحانه وتعالى، وآثر موالاة الكفَّار على موالاة الله ورسوله، ولذلك الصَّحابَة في مكَّة خَرجُوا وتركوا أموالهم وأوطانهم وبيوتهم وتجاراتهم مهاجرين إلى الله عز وجل لما في قُلُوبهم من الإِيمَان الصَّادق.

قوله: «.. خَوْفا على الأموال والآباء..» تَقدَّم لنا مِرارًا أن مجرد الخَوْف لا يبيح للإِنْسَان مُوافقَة الكفَّار على ما يطلبون منه، إنما هذا في الإِكرَاه فقط، أما مجرد الخَوْف فإنه لا يَجُوز للإِنْسَان أن يوافقهم بل يصبر.

قوله: «مما يعتذر به كَثِير من النَّاس» كَثِير من النَّاس يتعللون بأنهم يخشون على أموالهم وأَولاَدهم إن أبغضوا الكفَّار ولم يناصروهم ولم يوافقوهم على ما يطلبون منهم ضد المُسْلمين، وهذا ليس بعذر عند الله سبحانه وتعالى.

قوله: «إذا كان لم يُرخَّص لأحد في مودتهم..» إذا كان لا يُوالي أقرباءه الكفَّار فكيف يُوالي الكفَّار الأباعد الذين ليسوا من أقاربه؟! فمِن بَابِ أولى أن يبغضهم ويتبرأ منهم ومن دينهم كما قال إِبرَاهِيم والذين آمنوا معه: ﴿إِنَّا بُرَءَٰٓؤُاْ مِنكُمۡ وَمِمَّا تَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ كَفَرۡنَا بِكُمۡ وَبَدَا بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُمُ ٱلۡعَدَٰوَةُ وَٱلۡبَغۡضَآءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤۡمِنُواْ بِٱللَّهِ وَحۡدَهُۥٓ [الممتحنة: 4]، فما داموا لم يؤمنوا بالله وحده فإن المعاداة باقية، والمُوالاَة منتفية إلى هذه الغاية، فالأَمر واضح في هذا جدًّا، ولا يتعذر الإِنْسَان بأنه يخاف على


الشرح