قوله تعَالى:﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ ٱلۡيَهُودَ وَٱلنَّصَٰرَىٰٓ
أَوۡلِيَآءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ
فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ﴾ [المائدة: 51] هذا نهي من الله عز وجل ﴿لَا
تَتَّخِذُوٓاْ ءَابَآءَكُمۡ﴾
[التوبة: 23] سواءٌ كان الأب القريب أو الأب الأعلى كالجد أو جد الجد، أو الأم أو
الجدة، ﴿وَإِخۡوَٰنَكُمۡ﴾ [التوبة: 23] إخوانكم الأشقاء أو لأب أو لأم، إخوانكم
في النسب ﴿أَوۡلِيَآءَ﴾ [التوبة: 23] يعني: توالونهم بالمحبَّة في القُلُوب،
والنصرة في الأَعمَال، والمدح في الأقوال، ﴿ٱلۡكُفۡرَ عَلَى ٱلۡإِيمَٰنِۚ﴾
[التوبة: 23] آثروا الكُفْر على الإِيمَان بالله ورسوله، وأحبوا الكُفْر وأهله،
فلا تتخذوهم أَوليَاء.
فإذا
كان ذلك مع الآباء والأبناء، فكيف بغيرهم من الكفَّار الذين لا تربطك وإياهم صلة؟
فهَؤُلاءِ مِن بَابِ أولى.
ثم
قال: ﴿وَمَن
يَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ﴾
[التوبة: 23] هذا كما في آية المائدة: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ ٱلۡيَهُودَ
وَٱلنَّصَٰرَىٰٓ أَوۡلِيَآءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ وَمَن
يَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ﴾
[المائدة: 51]، فيها دليل على أن هذا كفرٌ بالله عز وجل.
قال:
﴿فَأُوْلَٰٓئِكَ
هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ﴾ [التوبة:
23] الظلم: هو وضع الشيء في غير موضعه، فهَؤُلاءِ وضعوا المحبَّة في غير موضعها،
فصاروا ظالمين بذلك.
قوله:
«ففي هاتين الآيتين» هذه الآية ﴿لَا
تَتَّخِذُوٓاْ ءَابَآءَكُمۡ وَإِخۡوَٰنَكُمۡ﴾
[التوبة: 23] والآية التي بعدها ﴿قُلۡ إِن كَانَ ءَابَآؤُكُمۡ وَأَبۡنَآؤُكُمۡ
وَإِخۡوَٰنُكُمۡ وَأَزۡوَٰجُكُمۡ وَعَشِيرَتُكُمۡ وَأَمۡوَٰلٌ ٱقۡتَرَفۡتُمُوهَا
وَتِجَٰرَةٞ تَخۡشَوۡنَ كَسَادَهَا وَمَسَٰكِنُ تَرۡضَوۡنَهَآ أَحَبَّ إِلَيۡكُم
مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَجِهَادٖ فِي سَبِيلِهِۦ فَتَرَبَّصُواْ﴾ [التوبة: 24] تربَّصوا: أي انتظروا ما يحل بكم ﴿حَتَّىٰ
يَأۡتِيَ ٱللَّهُ بِأَمۡرِهِۦۗ وَٱللَّهُ