قوله: «ومن استحل محرمًا، فهو كَافِر»، أي: من
استحل محرمًا مُجمعًا على تَحرِيمه فهو كَافِر، وقد أُجمع على تَحرِيم موالاة الكفَّار،
والوَلاء والبَراء أصل من أصول الإِيمَان، وأوثق عُرى الإِيمَان الحب في الله
والبغض في الله عز وجل هذا أصل من أصول الإِيمَان.
قوله
تعَالى: ﴿لَن
تَنفَعَكُمۡ أَرۡحَامُكُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُكُمۡۚ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ يَفۡصِلُ
بَيۡنَكُمۡۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٞ﴾
[الممتحنة: 3] يوم القيَامَة لا تنفع الأَرحَام والأَولاَد ﴿فَإِذَا نُفِخَ
فِي ٱلصُّورِ فَلَآ أَنسَابَ بَيۡنَهُمۡ يَوۡمَئِذٖ وَلَا يَتَسَآءَلُونَ﴾ [المُؤْمِنون: 101] كلٌّ مشغول بنفسه، ﴿كُلُّ نَفۡسِۢ
بِمَا كَسَبَتۡ رَهِينَةٌ﴾
[المدثر: 38]، فلا أحَدَ ينفع أحدًا يوم القيَامَة ﴿يَوۡمَ لَا يَنفَعُ مَالٞ وَلَا بَنُونَ ٨٨إِلَّا مَنۡ
أَتَى ٱللَّهَ بِقَلۡبٖ سَلِيمٖ ٨٩﴾
[الشعراء: 88، 89].
قوله
تعَالى: ﴿فَإِذَا
نُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَلَآ أَنسَابَ بَيۡنَهُمۡ يَوۡمَئِذٖ وَلَا يَتَسَآءَلُونَ﴾ [المُؤْمِنون: 101] يوم القيَامَة لا يبقى معك إلا
العَمَل، فلا يبقي معك مال، ولا أقارب، ولا والد، ولا ولد، ولا أخ، قال تعَالى: ﴿فَلَآ
أَنسَابَ بَيۡنَهُمۡ يَوۡمَئِذٖ وَلَا يَتَسَآءَلُونَ﴾
[المُؤْمِنون: 101] لا يَسأَل بَعْضهم عن بَعْض يوم القيَامَة، فكلٌّ مشغول بنفسه،
ويطلب النَّجاة لنفسه من شدة الهول والخطر، ولن ينفعك عمل غيرك، إنما يكون لك عملك
أنت فقط إن كان صالحًا أو سيئًا، ولا تؤاخذ بعمل غيرك ولا تنتفع بعمل غيرك يوم
القيَامَة.
الصفحة 5 / 207