لهم، ويزعمون أن هذا لا يضرهم، والله جل وعلا
يقول: ﴿وَمَن
يَفۡعَلۡهُ مِنكُمۡ﴾
[الممتحنة: 1] أيها المُؤْمِنون ﴿فَقَدۡ ضَلَّ سَوَآءَ ٱلسَّبِيلِ﴾ [الممتحنة: 1]، أي السبيل السوي، وهو الصِّرَاط
المستقيم، فهذا من أشد الوَعِيد على من فعل هذا والذين ناصروا الغزاة على
المُسْلمين يَقولُون: نَحْن ما أخطأنا في هذا وهذا حلال وهذا مباح.
ولو
أنهم اعْتَرَفوا وقالوا: قد أخطأنا - مثل ما فعل هذا الصَّحابِي - ونتوب إلى الله
عز وجل -. لكان خيرًا لهم، لكنهم يُصِرُّون على ما فعلوا ويَقولُون: هذا هو
الصواب، وهذه هي السِّياسَة والحنكة، والإِنْسَان يعيش مع النَّاس، ويدبر أمره مع
النَّاس، وأنتم المخطئون وأنتم المتشددون... إلى آخر ما يَقولُون من النعوت، والتي
تنطبق عليهم هم، وكونهم يصرون على ما فعلوا ويصوبون أنفسهم ويعارضون الآيات، فهذا
أشد من فعلهم.
قوله:
«فإن هذا تكذيب لله»: لأنه يقول: أنا
على الصِّرَاط ولم أُخطئ، والله جل وعلا يقول: ﴿فَقَدۡ ضَلَّ سَوَآءَ ٱلسَّبِيلِ﴾ [الممتحنة: 1]
قوله:
«ومن كذب الله فهو كَافِر» إذا وصل
بهم الحال إلى أن يصوبوا أفعالهم، ويَقولُون: إن هذا شيء مباح، وما أخطأنا، فيكون
هذا تكذيبًا لقوله تعَالى: ﴿وَمَن يَفۡعَلۡهُ مِنكُمۡ فَقَدۡ ضَلَّ سَوَآءَ ٱلسَّبِيلِ﴾ [الممتحنة: 1]، ولا شك في كُفْر من كذَّب الله أو كذب
الرَّسُول صلى الله عليه وسلم بعدما يتبين له الحق.