×

 المصالح والمفاسد، فالأصل في المُعامَلات الحل، ولكن إذا رأى وَلِي الأَمْر مقاطعتهم وأصدر بذلك أمرًا بمقاطعتهم فنَحْن نقاطعهم.

سؤال: ما معنى قول النَّبي صلى الله عليه وسلم: «أَخْرِجُوا المُشْرِكِينَ مِنْ جَزِيرَةِ العَرَبِ» ([1])، وما علاقته بالوَلاء والبَراء، وما هي حدود الجزيرة؟

الجَواب: هذه المسْأَلة كُتب فيها وَوَضُح الأَمر فيها وتجلت ولله الحمد أنه ليس معنى «أخرجوهم» أن كل واحد يخرجهم، هذا من صلاحيات وَلِي الأَمْر الذي له الحل والعقد، هذه ناحية، الناحية الثَّانية أن معنى «أخرجوهم» يعني لا تتركوهم يستوطنون ويتملكون في بِلاَد المُسْلمين، ويبنون كنائسهم، وليس معناه أنه لا يأتي منهم تجار، ولا يأتي منهم خبراء، ولا يأتي منهم مندوبون للتفاوض مع المُسْلمين، أو يأتي منهم ناس للاستطلاع عن الإِسْلام ﴿وَإِنۡ أَحَدٞ مِّنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ ٱسۡتَجَارَكَ فَأَجِرۡهُ حَتَّىٰ يَسۡمَعَ كَلَٰمَ ٱللَّهِ [التوبة: 6]، فالمعنى أنهم لا يُتركون يستقرون استقرارًا دائمًا ويسكنون سكنى مستقرة، وليس معناه منع القدوم الطارئ لأغراضٍ مباحة ويرجعون، فهذا لا يدخل في هذا، ثم إن الرَّسُول قال: «أخرجوهم» ما قال: اقتلوهم، وهَؤُلاءِ المخربون يقتلونهم ويفجرون مقراتهم وهذا خيانة للرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم؛ لأن الرَّسُول عصم دماء المعاهدين والمستأمنين وهَؤُلاءِ يقتلونهم، فهم في جانب وسُنّة الرَّسُول صلى الله عليه وسلم في جانب آخر، فهَؤُلاءِ المخربون شاقوا الله ورسوله.

سؤال: ما معنى قوله تعَالى: ﴿فَٱقۡتُلُواْ ٱلۡمُشۡرِكِينَ حَيۡثُ وَجَدتُّمُوهُمۡ [التوبة: 5] .


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (3053)، ومسلم رقم (1637).