الجَواب:
المراد المُشْركون الذين ليس لهم عهدٌ؛ لأن الرَّسُول صلى الله عليه وسلم لما نزل
عليه الأَمر بالجِهَاد أمره الله بالوفَاء بالعُهُود، فإذا انتهت العُهُود فإنه
إذا أراد أن يقاتلهم يعلن ذلك لهم ﴿بَرَآءَةٞ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦٓ إِلَى ٱلَّذِينَ
عَٰهَدتُّم مِّنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ ١فَسِيحُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ أَرۡبَعَةَ أَشۡهُرٖ وَٱعۡلَمُوٓاْ
أَنَّكُمۡ غَيۡرُ مُعۡجِزِي ٱللَّهِ وَأَنَّ ٱللَّهَ مُخۡزِي ٱلۡكَٰفِرِينَ ٢﴾ [التوبة: 1، 2] أعطاهم الله مُهلة أربعة أشهر، ما
باغتهم الرَّسُول بإلغاء العهد، بل أمرهم أن يعطيهم فسحة، فهذه الآية التي ذكرها
السائل في الكفَّار غير المعاهدين، والله تعَالى أعلم.
سؤال:
ما حد الخَوْف الذي يجوز معه مُوافقَة الكفَّار، والقلب مطمئن بالإِيمَان؟
الجَواب:
الخَوْف لا يجيز مُوافقَة الكفَّار وإنما هذا في الإِكرَاه فإنه يجيز المُوافقَة
في الظَّاهِر دون البَاطِن دفعًا للإِكرَاه، قال تعَالى: ﴿إِلَّا مَنۡ أُكۡرِهَ وَقَلۡبُهُۥ مُطۡمَئِنُّۢ بِٱلۡإِيمَٰنِ﴾ [النحل: 106].
سؤال:
هل من فرح بسقوط بَعْض المُفسِدين في الأَرْض ولو كان القابض عليه من الكفَّار هل
يعدُّ هذا من موالاة الكَافِرين؟
الجَواب: المفسدون في الأَرْض لا يَجُوز العطف عليهم، وإذا قبضهم الكفَّار عرفنا أن هذه عقوبة من الله لهم، وأن الله سلَّط عليهم الكفَّار عقوبة لهم، ولا نتعاطف مع المُفسِدين في الأَرْض، ولا يعد هذا من موالاة الكفَّار، بل يُقال: هذه عقوبة من الله لهَؤُلاءِ المُفسِدين، سلط الله عليهم من هو أقوى منهم، ﴿وَكَذَٰلِكَ نُوَلِّي بَعۡضَ ٱلظَّٰلِمِينَ بَعۡضَۢا بِمَا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ﴾ [الأنعام: 129].