×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

أما وحي الإرسال فلا يكون إلا للأنبياء عليهم الصلاة والسلام.

قوله: ﴿يُوحَىٰٓ إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَٰهُكُمۡ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞ هذا الذي أوحاه الله إليه: الأمر بالتوحيد، وهو إفراد الله بالعبادة وتَرْك عبادة ما سواه.

فلا يجوز أن يُشْرَك معه غيره، لا الملائكة، ولا الأنبياء، ولا الصالحون، ولا الأحجار، ولا الأشجار.

لا يُشْرَك معه سبحانه أحد، لا في الأعمال، ولا في الأقوال، ولا في المقاصد والنيات.

قوله: ﴿فَمَن كَانَ يَرۡجُواْ لِقَآءَ رَبِّهِۦ أي: يرجو ما عند الله عز وجل من الثواب والجنة.

وقال: ﴿يَرۡجُواْ لأنه ليس هناك أحد يَجزم لنفسه بالنجاة، لا الأنبياء ولا غيرهم، فكل الخلق يرجون رحمة الله وثوابه، قال عز وجل: ﴿وَيَرۡجُونَ رَحۡمَتَهُۥ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُۥٓۚ [الإسراء: 57].

قوله: ﴿لِقَآءَ رَبِّهِۦ هو الوقوف بين يديه سبحانه وتعالى بعد البعث والنشور.

قال شيخ الإسلام: «أما اللقاء فقد فسره طائفة من السلف والخَلَف بما يتضمن المعاينة» يعني: الرؤية.

فيكون المعنى: مَن كان يرجو أن يرى ربه - لأن الله وَعَد المؤمنين بأنهم يرونه في الجنة - ﴿فَلۡيَعۡمَلۡ عَمَلٗا صَٰلِحٗا لأن رؤية الله لا تحصل إلا بالأعمال الصالحة التي تؤهل صاحبها لهذا الموقف العظيم.

أما الكفار فإنهم لا يرون الله سبحانه وتعالى، قال عز وجل: ﴿كَلَّآ إِنَّهُمۡ عَن رَّبِّهِمۡ يَوۡمَئِذٖ لَّمَحۡجُوبُونَ [المطففين: 15].


الشرح