قوله:
وعن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا: «قَالَ اللهُ تبارك وتعالى: أَنَا أَغْنَى
الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ، مَنْ عَمِلَ عَمَلاً أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي،
تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ» ([1]). رواه مسلم
قوله:
«مَنْ عَمِلَ عَمَلاً أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي» أي: قَصَد بعمله غيري من
المخلوقين، «تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ»: قال الطَّيبي: «الضمير المنصوب في قوله:
«تَرَكْتُهُ» يجوز أن يَرجع إلى العمل».
قال
ابن رجب: «واعلم أن العمل لغير الله أقسام:
فتارة
يكون رياء محضًا؛ كحال المنافقين؛ كما قال تعالى: ﴿يُرَآءُونَ
ٱلنَّاسَ وَلَا يَذۡكُرُونَ ٱللَّهَ إِلَّا قَلِيلٗا﴾ [النساء: 142].
وهذا
الرياء المحض لا يكاد يَصدر من مؤمن في فرض الصلاة والصيام، وقد يصدر في فرض
الصدقة الواجبة أو الحج أو غيرهما من الأعمال الظاهرة، أو التي يتعدى نفعها؛ فإن
الإخلاص فيها عزيز.
وهذا
العمل لا يشك مسلم أنه حابط، وأن صاحبه يستحق المقت من الله والعقوبة.
وتارة
يكون العمل لله، ويشاركه الرياء، فإن شاركه من أصله فالنصوص الصحيحة تدل على
بطلانه».
وذَكَر أحاديث تدل على ذلك، منها هذا الحديث، وحديث شداد بن أوس مرفوعًا: «مَنْ صَلَّى يُرَائِي فَقَدْ أَشْرَكَ، وَمَنْ صَامَ يُرَائِي فَقَدْ أَشْرَكَ، وَمَنْ تَصَدَّقَ يُرَائِي فَقَدْ أَشْرَكَ، وَإِنَّ اللَّهَ عز وجل يَقُولُ: أَنَا خَيْرُ قَسِيمٍ لِمَنْ أَشْرَكَ بِي، مَنْ أَشْرَكَ بِي شَيْئًا فَإِنَّ
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2985).