×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

 حَشْدَهُ عَمَلَهُ قَلِيلَهُ وَكَثِيرَهُ لِشَرِيكِهِ الَّذِي أَشْرَكَهُ بِهِ، وَأَنَا عَنْهُ غَنِيٌّ». رواه أحمد ([1]).

«قال الإمام أحمد فيمن يأخذ جُعْلاً على الجهاد: إذا لم يخرج لأجل الدراهم فلا بأس، كأنه خرج لدينه، فإن أُعطي شيئًا أخذه.

ثم قال: وأما إذا كان أصل العمل لله، ثم طرأ عليه نية الرياء: فإن كان خاطرًا ثم دفعه، فلا يضره بغير خلاف. وإن استرسل معه فهل يحبط عمله أم لا؟ ويجازى على أصل نيته؟ في ذلك اختلاف بين العلماء من السلف، قد حكاه الإمام أحمد وابن جرير، ورجحا أن عمله لا يَبطل بذلك، وأنه يُجازَى بنيته الأولى. وهو مروي عن الحسن وغيره».

**********

 يقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة، الذي أورده المصنف رحمه الله: «قَالَ اللهُ تبارك وتعالى »، هذا حديث قدسي، يرويه صلى الله عليه وسلم عن ربه لفظًا ومعنى. بخلاف الحديث النبوي، وهو ما كان معناه من الله عز وجل ولفظه من الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لقوله عز وجل: ﴿وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلۡهَوَىٰٓ ٣إِنۡ هُوَ إِلَّا وَحۡيٞ يُوحَىٰ ٤ [النجم: 3- 4].

وسُمي الحديث القدسي بذلك نسبة إلى القدس، وهو التطهير والتنزيه؛ لأن الله عز وجل منزه عن صفات النقص.

قوله: «أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ...» نَزَّه نفسه سبحانه وتعالى عن الشرك، وأخبر أنه لا يَقبل العمل الذي فيه شرك، وهو سبحانه غني عن أعمال عباده، حتى الأعمال الصالحة، الله غني عنها، وإنما نَفْعها يرجع إلى


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد رقم (17140).