أصحابها، لكن الله ذَكَر
الشرك هنا من باب التنبيه على خطره، قال عز وجل: ﴿إِلَيۡهِ
يَصۡعَدُ ٱلۡكَلِمُ ٱلطَّيِّبُ وَٱلۡعَمَلُ ٱلصَّٰلِحُ يَرۡفَعُهُۥۚ وَٱلَّذِينَ
يَمۡكُرُونَ ٱلسَّئَِّاتِ لَهُمۡ عَذَابٞ شَدِيدٞۖ وَمَكۡرُ أُوْلَٰٓئِكَ هُوَ
يَبُورُ﴾ [فاطر: 10]، فهو سبحانه يقبل العمل الصالح ويثيب عليه،
ولا يقبل العمل الفاسد.
قوله: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً أَشْرَكَ
فِيهِ مَعِي غَيْرِي، تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ» هذا - كما سبق - أن العمل يُشترط
فيه أن يكون خالصًا لله عز وجل. فإن كان فيه شرك فإن الله عز وجل لا يقبله،
ويَرُده على صاحبه.
وقوله: «أَشْرَكَ فِيهِ
مَعِي غَيْرِي» هذا يعم كل مَن أُشْرِك مع الله عز وجل في الأعمال، أيًّا كان:
مَلَكًا، أو نبيًّا... أو غير ذلك.
قوله: «تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ» أي:
تَرَك الله عمله ولم يقبله.
وفي رواية عند الإمام أحمد: «فَإِنَّ
حَشْدَهُ عَمَلَهُ قَلِيلَهُ وَكَثِيرَهُ لِشَرِيكِهِ الَّذِي أَشْرَكَهُ بِهِ،
وَأَنَا عَنْهُ غَنِيٌّ».
فالعمل الذي فيه شرك لا يقبله الله ولا يثيب عليه صاحبه؛ لأنه عمل باطل.
وهذا يدل عليه قوله عز وجل: ﴿وَجَعَلُواْ
لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ ٱلۡحَرۡثِ وَٱلۡأَنۡعَٰمِ نَصِيبٗا فَقَالُواْ هَٰذَا
لِلَّهِ بِزَعۡمِهِمۡ وَهَٰذَا لِشُرَكَآئِنَاۖ فَمَا كَانَ لِشُرَكَآئِهِمۡ
فَلَا يَصِلُ إِلَى ٱللَّهِۖ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَىٰ
شُرَكَآئِهِمۡۗ سَآءَ مَا يَحۡكُمُونَ﴾ [الأنعام: 136].
قيل: معنى الآية: أنهم كانوا يقسمون الزرع والأنعام إلى قسمين: قسم
يزعمون أنه لله، وقسم منها يجعلونه للأصنام. فإذا تَلِف شيء مما