×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يعطي ناسًا وإن كانوا من أبغض الناس إليه؛ لأنه يخاف عليهم من النار؛ لأنه لو لم يعطهم لانتكسوا على أعقابهم، فهو يتألفهم عليه الصلاة والسلام. ويَحرم ناسًا وإن كانوا من أفضل الصحابة ومن أحب الناس إليه؛ لأنهم يكفيهم ما عندهم من الإيمان بالله ورسوله، وعَلِم من حالهم أنهم يريدون الآخرة، فلا يهمهم الدنيا، ومحبتهم لله ولرسول الله لا تَنقص إذا لم يُعْطَوا.

قوله صلى الله عليه وسلم: «تَعِسَ وَانْتَكَسَ» يعني: فَسَد عليه قصده وأمره. «وَإِذَا شِيكَ» يعني: إذا أصابته شوكة «فَلاَ انْتَقَشَ» أي: لا يَقدر على إخراجها من جسده.

هذا دعاء من الرسول صلى الله عليه وسلم عليه بأن يصيبه الله بالعجز، حتى إنه لا يَقدر على أخذ الشوكة من جسده؛ عقوبة له على ما عَمِل من أجل الدنيا.

وهذا مثل قول الله عز وجل: ﴿وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَتَعۡسٗا لَّهُمۡ وَأَضَلَّ أَعۡمَٰلَهُمۡ [محمد: 8].


الشرح