قوله:
«طُوبَى لِعَبْدٍ»: روى الإمام أحمد عن حسن بن موسى، قال: سمعت عبد الله بن
لَهيعة: حدثنا دَرَّاج أبو السمح: أن أبا الهيثم حدثه عن أبي سعيد الخُدْري، عَنْ
رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّ رَجُلاً قَالَ لَهُ: يَا رَسُولَ
اللَّهِ، طُوبَى لِمَنْ رَآكَ، وَآمَنَ بِكَ، قَالَ: «طُوبَى لِمَنْ رَآنِي
وَآمَنَ بِي، ثُمَّ طُوبَى، ثُمَّ طُوبَى، ثُمَّ طُوبَى لِمَنْ آمَنَ بِي وَلَمْ
يَرَنِي»، قَالَ لَهُ رَجُلٌ: وَمَا طُوبَى؟ قَالَ: «شَجَرَةٌ فِي الْجَنَّةِ
مَسِيرَةُ مِائَةِ عَامٍ، ثِيَابُ أَهْلِ الْجَنَّةِ تَخْرُجُ مِنْ أَكْمَامِهَا» ([1]). وله شواهد في
الصحيحين ([2]).
وقد
روى ابن جرير عن وهب بن مُنَبِّه ها هنا أثرًا غريبًا عجيبًا!!
قال
وهب: «إن في الجنة شجرة يقال لها: طُوبَى، يسير الراكب في ظلها مِائة عام لا
يقطعها، زهرها رياط، وورقها بُرود، وقضبانها عنبر، وبطحاؤها ياقوت، وترابها كافور،
ووَحْلها مسك، يَخرج من أصلها أنهار الخمر واللبن والعسل، وهي مجلس لأهل الجنة.
فبينا هم في مجلسهم إذ أتتهم ملائكة من ربهم، يقودون نُجُبًا مزمومة بسلاسل من ذهب، وجوهها كالمصابيح من حسنها، ووبرها كخز المِرْعِزَّى من لينه، عليها رحال ألواحها من ياقوت، ودفوفها من ذهب، وثيابها من سندس وإستبرق، فينيخونها ويقولون: إن ربنا أرسلنا إليكم لتزوروه وتُسَلِّموا عليه!
([1]) أخرجه: أحمد رقم (11673)، وأبو يعلى رقم (1374)، وابن حبان رقم (7230).