قوله:
«إِنْ كَانَ فِي الحِرَاسَةِ» أي: حامية الجيش عن أن يهجم العدو عليهم.
قوله:
«كَانَ فِي الحِرَاسَةِ» أي: غير مُقصِّر ولا غافل.
قوله:
«وَإِنْ كَانَ فِي السَّاقَةِ كَانَ فِي السَّاقَةِ» أي: في مؤخرة الجيش. يُقلِّب
نفسه في مصالح الجهاد، وبما فيه حفظ المجاهدين من عدوهم.
قال
الخلخالي: «المعنى: ائتماره لما أُمِر، وإقامته حيث أقيم، لا يُفْقَد من مكانه.
وإنما ذَكَر الحراسة والساقة لأنهما أشد مشقة».
قوله:
«إِنِ اسْتَأْذَنَ لَمْ يُؤْذَنْ لَهُ» أي: استأذن على الأمراء ونحوهم، لم يأذنوا
له؛ لأنه لا جاه له عندهم ولا منزلة؛ لأنه ليس من طلابها، وإنما يطلب ما عند الله.
قوله:
«وَإِنْ شَفَعَ لَمْ يُشَفَّعْ» يعني: لو ألجأتْه الحال إلى أن يَشْفَع في أمر
يحبه الله ورسوله، لم تُقْبَل له شفاعة عند الأمراء ونحوهم.
وعن
عثمان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «حَرَسُ
لَيْلَةٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ لَيْلَةٍ يُقَامُ لَيْلُهَا
وَيُصَامُ نَهَارُهَا» ([1]).
**********
قوله: «طُوبَى لِعَبْدٍ آخِذٍ بِعِنَانِ فَرَسِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» أثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم على المخلص في عمله وفي جهاده في سبيل الله، الذي لا يقصد الدنيا وإنما يقصد الآخرة. والدليل على ذلك أنه دائمًا مستعد يترقب الجهاد، عنده فرسه مسرجها ومهيئها، في أي ساعة يُطلب منه
([1]) أخرجه: ابن ماجه رقم (2770)، وأحمد رقم (433)، والحاكم رقم (2426).