يَركب فرسه للجهاد في سبيل
الله، وهذا له أجر المجاهد؛ لأنه ينوي الجهاد ويعزم على الجهاد، فهو في نية
المجاهد وأجر المجاهد.
قوله: «أَشْعَثَ رَأْسُهُ، مُغْبَرَّةٍ
قَدَمَاهُ» لم يتفرغ لتصفيف شعره وتجميله وتجعيده، ولم يلبس على رجليه الأحذية
الفاخرة والخفاف البهية! وإنما يعلوها الغبار، وهذا الغبار شرف؛ لأنه في سبيل الله
عز وجل.
قوله: «إِنْ كَانَ فِي الحِرَاسَةِ،
كَانَ فِي الحِرَاسَةِ، وَإِنْ كَانَ فِي السَّاقَةِ كَانَ فِي السَّاقَةِ»
يعني: لا يبالي بالعمل الذي تولاه من أمر الجهاد، وسواء عنده أجُعِل حارسًا للجيش
أم جُعِل قائدًا؛ لأنه يريد وجه الله ولا يريد المظهر والرياسة.
بعكس الذي يعلق خروجه للجهاد بالمنصب الذي يتولاه، فإذا صار قائدًا
أو أميرًا على الجند خرج معهم، وإن وَجَد أنه سيكون حارسًا أو جنديًّا في مؤخرة
الجيش رفض الخروج معهم. فهذا إذا خرج للجهاد لم يكن خروجه لوجه الله سبحانه وتعالى.
و «الحراسة»: حماية الجيش من
أن يهجم عليهم العدو، سواء بالليل أو في النهار، يتطلع للعدو ليُحذِّر إخوانه إذا
رأى من جهته خطرًا يتهددهم.
و «الساقة»: آخر الجيش، فهو
يتبع آخر الجيش لأجل أن يتفقد العاجز ومَن يحتاج إلى إعانة من المجاهدين.
فهو لا يريد لنفسه العز في الدنيا والظهور والبروز أمام الناس، ولا يريد
الراحة والرفاهية؛ إنما يريد الجهاد في سبيل الله على أي سبيل كان، لا يهمه في أي
موقع وقع، ما دام في موقعه هذا يرعى