×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

 مصالح المسلمين. هذا دليل على سلامة قصده وحُسْن نيته.

قوله: «إِنِ اسْتَأْذَنَ لَمْ يُؤْذَنْ لَهُ»؛ لأنه ليس له جاه عند الناس ولا يعرفونه؛ لأنه لا يحب الظهور، ولا يزاحم الناس ولا يتملقهم، ولا يُعْرَف. إنما هو عبد الله مخلص في عمله.

فهذا وإن كان ليس له قيمة عند الناس لأنه لا يحب الظهور، إلا أنه ولي من أولياء الله عز وجل، وهو مُقَدَّم عند الله وإن كان مؤخرًا عند الناس.

قوله: «وَإِنْ شَفَعَ لَمْ يُشَفَّعْ» إن توسط عند الناس؛ مثل الموظفين والمدراء والأمراء والسلاطين الذين عندهم حوائج الناس، ما قَبِلوا وساطته؛ لأنه ليس معروفًا لديهم، وهم لا يوسطون إلا المشهورين والأكابر.

كل هذه علامات على إخلاص هذا العبد لله عز وجل، فهذا هو الذي أثنى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنه مخلص لله، ولا يحب الظهور والبروز والمدح والثناء أبدًا، إنما يهمه رضا الله عز وجل، ويُخفي أعماله عن الناس.

ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «رُبَّ أَشْعَثَ، مَدْفُوعٍ بِالأَْبْوَابِ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لَأَبَرَّهُ» ([1])، هذا الذي لا يراه الناس شيئًا، إذا كان مخلصًا لله فإنه يكون مُقَدَّمًا عند الله، لو أقسم على الله لأبره وأعطاه ما يريد. ولكنه إذا طلب من الناس شيئًا لا يعطونه؛ لأنه غير معروف عندهم.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (2622).