×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

قال أبو السعادات: «أي: انقلب على رأسه، وهو دعاء عليه بالخيبة».

قوله: «وَإِذَا شِيكَ فَلاَ انْتَقَشَ» أي: إذا أصابته شوكة، فلا يَقدر على إخراجها بالمناقيش. قال أبو السعادات.

قال شيخ الإسلام: «فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الدينار والدرهم، وعبد القطيفة وعبد الخميصة...»، وذَكَر ما فيه، «وهو دعاء عليه بلفظ الخبر، وهو قوله: «تَعِسَ وَانْتَكَسَ، وَإِذَا شِيكَ فَلاَ انْتَقَشَ».

وهذه حال مَن إذا أصابه شر لم يخرج منه ولم يفلح؛ لكونه تَعِس وانتكس، فلا نال المطلوب، ولا خَلَص من المكروه. وهذه حال مَن عَبَد المال. وقد وَصف ذلك بأنه: إن أُعطِي رَضِي، وإن مُنِع سَخِط. فرضاه لغير الله، وسخطه لغير الله.

وهكذا حال مَن كان متعلقًا برياسة، أو صورة... ونحو ذلك من أهواء نفسه، إن حصل له رضي، وإن لم يحصل له سخط. فهذا عَبْد ما يهواه من ذلك، وهو رقيق له؛ إذ الرق والعبودية في الحقيقة رق القلب وعبوديته، فما استَرق القلب واستعبده فهو عبده...».

إلى أن قال: «وهكذا أيضًا حال مَن طَلَب المال، فإن ذلك يستعبده ويسترقه.

وهذه الأمور نوعان:

فمنها: ما يحتاج إليه العبد كما يحتاج إلى طعامه وشرابه ومنكحه ومسكنه... ونحو ذلك، فهذا يطلبه من الله ويرغب إليه فيه، فيكون المال عنده يستعمله في حاجته بمنزلة حماره الذي يركبه، وبساطه الذي يجلس عليه، من غير أن يستعبده فيكون هَلوعًا.


الشرح