×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

 ومنها: ما لا يحتاج إليه العبد، فهذا ينبغي أن لا يعلق قلبه به، فإذا تعلق قلبه به صار مُستعبَدًا ومُعتمِدًا على غير الله، فلا يبقى معه حقيقة العبودية لله ولا حقيقة التوكل على الله، بل فيه شعبة من العبادة لغير الله، وشعبة من التوكل على غيره، وهذا أحق بقوله صلى الله عليه وسلم: «تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ، تَعِسَ عَبْدُ الدِّرْهَمِ، تَعِسَ عَبْدُ الْخَمِيصَةِ، تَعِسَ عَبْدُ الخَمِيلَةِ» ([1])، وهذا هو عبد لهذه الأمور، ولو طلبها من الله فإن الله إذا أعطاه إياه رضي، وإن منعه إياها سخط. وإنما عَبْد الله مَن يرضيه ما يُرضي الله، ويسخطه ما يسخط الله، ويحب ما أحب الله ورسوله، ويُبغض ما أبغض الله ورسوله، ويوالي أولياء الله، ويعادي أعداء الله، فهذا الذي استكمل الإيمان». انتهى ملخصًا.

**********

 قوله صلى الله عليه وسلم: «تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ، تَعِسَ عَبْدُ الدِّرْهَمِ، تَعِسَ عَبْدُ الْخَمِيصَةِ، تَعِسَ عَبْدُ الخَمِيلَةِ»، «تَعِسَ»: يعني: هلك. و «الدِّينَارِ»: النقد المضروب من الذهب. و «الدِّرْهَمِ»: النقد المضروب من الفضة. و «الْخَمِيصَةِ»: نوع من الأكسية والألبسة. و «الخَمِيلَةِ»: القطيفة، سُميت «خميلة» لأنها ذات خَمْل، يعني: ذات أهداب.

سماه النبي صلى الله عليه وسلم عبدًا لهذه الأشياء؛ لأنها من مطامع الدنيا، فمَن أراد هذه الأشياء بعمل الآخرة صار عبدًا لها. وهذا من باب الذم.

أما لو قَصَد هذا بالأسباب المباحة فلا بأس بذلك.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (2887).