وحكى ابن عبد البر الإجماع
على أن المقلد لا يكون من أهل العلم. والأئمة لم يُقصِّروا في البيان، بل نَهَوْا
عن تقليدهم إذا استبانت السُّنة.
قال
أبو حنيفة: إذا جاء الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعلى الرأس والعين.
وإذا جاء عن الصحابة صلى الله عليه وسلم، فعلى الرأس والعين. وإذا جاء عن التابعين
فنحن رجال وهم رجال ([1]).
وقال:
إذا قلتُ قولاً وكتاب الله يخالفه، فاتركوا قولي لكتاب الله عز وجل. قيل: إذا كان
قول رسول الله صلى الله عليه وسلم يخالفه؟ قال: اتركوا قولي لخبر رسول الله صلى
الله عليه وسلم. قيل: إذا كان قول الصحابة يخالفه؟ قال: اتركوا قولي لقول الصحابة.
وتقدم قول الإمامين مالك والشافعي.
فعلى
مَن اشتغل بمصنفات أهل مذهبه أن ينظر في أقوال المخالفين وما استدلوا به، فيكون
متبعًا للدليل مع مَن كان معه. وبالله التوفيق.
**********
هذا كلام الإمام أحمد رحمه الله بعد كلام ابن عباس رضي الله عنهما.
والإمام أحمد هو: أحمد بن حنبل الشيباني، الإمام المُحَدِّث المشهور الفقيه، أحد الأئمة الأربعة، أصحاب المذاهب المعروفة الآن، الذي صبر في المحنة، وثَبَت على الحق، وصبر على العذاب والسجن والضرب.
([1]) أخرجه: البيهقي في المدخل إلى السنن الكبرى (ص:111).