×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

قال: «عَجِبْتُ» هذا استنكار «لقوم عَرَفوا الإسناد وصحته» يعني: علماء عَرَفوا الإسناد.

والإسناد: هو طريق الحديث الوارد عن الرسول صلى الله عليه وسلم، هو سلسلة الرواة المتصلة بالرجال إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.

فإذا كان الرجال الذين في السند كلهم ثقات، وكلهم متقنون للحفظ، وسَلِم الحديث من الشذوذ والعلة، فهو حديث صحيح.

لأن الحديث الصحيح: ما رواه عَدْل عن مثله، من بداية السند إلى نهايته، مع السلامة من الشذوذ والعلل.

فإن فَقَد شرطًا من هذه الشروط فإنه لا يكون صحيحًا، إما أن يكون حسنًا، وإما أن يكون ضعيفًا، وإما أن يكون موضوعًا.

ودراسة الأسانيد والعناية بها أمر واجب على العلماء؛ لحفظ سُنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الدخيل، وبيان ما فيها من الصحيح وغير الصحيح. هذا أمر واجب قام به الأئمة خير قيام، جزاهم الله عن الإسلام والمسلمين خيرًا.

يقول عبد الله بن المبارك رحمه الله: «لولا الاسناد لقال من شاء ما شاء»؛ لأن الإسناد هو الذي يميز الصحيح من غير الصحيح المنسوب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فإذا قلت: «قال رسول الله»، أو قال فلان: «قال رسول الله». قلنا: هاتِ السند؛ لنرى هل قاله رسول الله حقًّا أم لم يقله؟ أما مجرد أن تنسب إلى الرسول شيئًا ولم تذكر السند، فهذا لا يجوز،


الشرح