إلا إذا تأكدت أن الحديث
صحيح أو حسن لذاته أو حسن لغيره. أما إذا كان ضعيفًا فلا تقل: «قال رسول الله». إنما تقول: «يُروى عن رسول الله»، أو «جاء عن رسول الله»، بدون جزم. أما أن
تقول: «قال رسول الله» بصيغة الجزم،
فهذا يحتاج إلى التأكد من صحة القول.
قوله: «عَرَفوا الإسناد وصحته»
يعني: إذا لم يكن الإسناد صحيحًا فلا يُنسب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.
وكان السابقون الأولون من الأئمة عندهم الحديث ينقسم إلى صحيح أو ضعيف، ويُدخلون الحَسَن
في الصحيح، وليس عندهم قسم ثالث.
فلما جاء الإمام الترمذي رحمه الله فَصَل الحسن عن الصحيح،
وجعله في مرتبة متوسطة بين الصحيح والضعيف. فهو أول مَن قَسَّم الحديث إلى: صحيح،
وحسن، وضعيف.
قوله: «يذهبون إلى رأي سفيان» هو:
سفيان بن سعيد الثوري، الإمام الجليل في علم التفسير وعلم الحديث وعلم الفقه، وله
مذهب فقهي، لكن لم يكن له تلاميذ يحافظون على مذهبه ويدونونه كالأئمة الأربعة،
وإلا فهو لا يَقِل رتبة عن الأئمة الأربعة.
وقوله: «يذهبون إلى رأي
سفيان» يعني: رأيه الفقهي، يتركون الحديث ويذهبون إلى رأي سفيان. هذا من باب
التمثيل وليس خاصًّا بسفيان.