×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

قوله: قال الإمام أحمد بن حنبل: «عَجِبتُ لقوم عَرَفوا الإسناد وصحته، يذهبون إلى رأي سفيان.

والله تعالى يقول: ﴿فَلۡيَحۡذَرِ ٱلَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنۡ أَمۡرِهِۦٓ أَن تُصِيبَهُمۡ فِتۡنَةٌ أَوۡ يُصِيبَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ.

أتدري ما الفتنة؟ الفتنة: الشرك، لعله إذا رَد بعض قوله أن يقع في قلبه شيء من الزيغ، فيَهلِك».

قال الإمام أحمد: نظرتُ في المصحف فوجدت طاعة الرسول في ثلاثة وثلاثين موضعًا! ثم جعل يتلو: ﴿فَلۡيَحۡذَرِ ٱلَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنۡ أَمۡرِهِۦٓ أَن تُصِيبَهُمۡ فِتۡنَةٌ أَوۡ يُصِيبَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ.

وسفيان: هو الثوري، الإمام الزاهد العابد، الثقة الفقيه، وكان له أصحاب يأخذون عنه، ومذهبه مشهور.

وقد عَمَّتِ البلوى بهذا المنكر الذي أنكره الإمام أحمد، خصوصًا فيمن ينتسب إلى العلم والإفتاء والتدريس. وزعموا أنه لا يأخذ بأدلة الكتاب والسنة إلا المجتهد. والاجتهاد قد انقطع، وقد أخطئوا في ذلك.

وقد استدل الإمام أحمد رحمه الله بقوله صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ مَنْصُورَةً حَتَّى يَأْتِيَ أَمر الله، وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ» ([1]) على أن الاجتهاد لا ينقطع.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (71)، ومسلم رقم (1037).