فدلت كلمة الإمام مالك على
أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يُرَد قوله أبدًا، وإنما يجب قَبول ما جاء عنه
صلى الله عليه وسلم والتسليم له، قال عز وجل: ﴿فَلَا
وَرَبِّكَ لَا يُؤۡمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيۡنَهُمۡ ثُمَّ
لَا يَجِدُواْ فِيٓ أَنفُسِهِمۡ حَرَجٗا مِّمَّا قَضَيۡتَ وَيُسَلِّمُواْ
تَسۡلِيمٗا﴾ [النساء: 65].
الرسول لا يُرَد عليه؛ لأنه صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى، إِنْ هو
إلا وحي يُوحَى، ولا يُعارَض حديثه صلى الله عليه وسلم بالآراء والأحكام.
أما العلماء فيجوز الرد عليهم إذا أخطئوا وإن كانوا كبار الشأن، وهم يفرحون
بذلك؛ لأنهم لا ينتصرون لأنفسهم، وإنما ينتصرون للحق. فإذا رَد عليهم أحد ونبههم
على الخطأ، فإنهم يفرحون بذلك ولا يجدون في أنفسهم حرجًا.
أما الذي إذا رُد عليه غَضِب وانتصر لرأيه، فهذا دليل على أنه لا يُعظِّم
السُّنة، وإنما يُعَظِّم نفسه! نسأل الله العافية.
وهذه الكلمة من الإمام مالك رحمه الله في معنى أثر ابن عباس رضي الله عنهما: «لَيْسَ أَحَدٌ إِلاَّ يُؤْخَذُ مِنْ
قَوْلِهِ وَيَدَعُ غَيْرَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم » يعني: يؤخذ الحق،
ويدع ما خالف الحق، إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه لا يقول إلا حقًّا.