غَلَوْا فيه عليه السلام حتى قالوا: «هو
الله»، أو «هو ابن الله»، أو «ثالث ثلاثة» - تعالى الله عما يقولون - ﴿وَمَآ أُمِرُوٓاْ إِلَّا
لِيَعۡبُدُوٓاْ إِلَٰهٗا وَٰحِدٗاۖ لَّآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۚ سُبۡحَٰنَهُۥ
عَمَّا يُشۡرِكُونَ﴾ [التوبة: 31]، سمى اتخاذ الأحبار والرهبان أربابًا من
دون الله شركًا. وكيف اتخذوهم؟ سيأتي تفسير الآية في حديث عَدِي بن حاتم رضي الله
عنه.
* وقال الإمام الشافعي رحمه الله: «أجمع العلماء على أنه من استبانت له سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم
يكن له أن يدعها لقول أحد»؛ لأن طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم واجبة بعد
طاعة الله، وإنما تأتي طاعة العلماء إذا لم تخالف طاعة الله وطاعة رسوله.
فهذه كلمة الإمام محمد بن إدريس الشافعي، الإمام الجليل، أحد الأئمة
الأربعة، يَحكي الإجماع على أنه لا يجوز مخالفة سنة الرسول لقول أحد كائنًا مَن
كان، إذا استبانت. أما إذا لم تستبن فقد يكون الإنسان معذورًا.
* وقال الإمام مالك رحمه الله: «ما منا إلا رَادٌّ ومردود عليه، إلا صاحب هذا القبر صلى الله عليه وسلم »،
وهذا الإمام مالك بن أنس أيضًا، أحد الأئمة الأربعة - يقول هذه الكلمة: ما منا -
معاشرَ العلماء - إلا رَادٌّ على غيره ومردود عليه من غيره، إلا صاحب هذا القبر.
يعني: الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأنه قال هذا في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم.