قوله:
وعن عَدي بن حاتم رضي الله عنه، أنه سَمِع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه
الآية: ﴿ٱتَّخَذُوٓاْ
أَحۡبَارَهُمۡ وَرُهۡبَٰنَهُمۡ أَرۡبَابٗا مِّن دُونِ ٱللَّهِ﴾ [التّوبَة: 31 ]
فَقُلْتُ لهُ: إنَّا لَسْنَا نَعْبُدُهُمْ، فَقَالَ: «أَلَيْسَ يُحَرِّمُونَ مَا
أَحَلَّ اللهُ فَتُحَرِّمُونُهُ، ويُحِلُّونَ مَا حَرَّمَ اللهُ فَتَسْتَحِلُّونَهُ؟»
قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: «فَتِلْكَ عِبَادَتُهُمْ» ([1]). رواه أحمد،
والترمذي وحَسَّنه
قوله:
عن عَدي بن حاتم أي: الطائي، المشهور بالسخاء والكرم، قَدِم عَدي على رسول الله
صلى الله عليه وسلم في شعبان، سنة تسع من الهجرة، فأسلم، وعاش مِائة وعشرين سنة.
وقد
أشار المصنف رحمه الله تعالى بترجمة الباب إلى هذا الحديث وما في معناه.
وفيه
دليل على أن طاعة الأحبار والرهبان في معصية الله - عبادة لهم من دون الله.
قال
شيخنا في المسائل: «فتغيرت الأحوال وآلت إلى هذه الغاية، فصار عند الأكثر عبادة
الرهبان هي أفضل الأعمال، ويسمونها: الولاية. وعبادة الأحبار هي العلم والفقه، ثم
تغيرت الحال إلى أن عُبِد مَن ليس من الصالحين، وعُبِد بالمعنى الثاني مَن هو من
الجاهلين».
وعن زياد بن حُدَيْر قال: قال لي عمر: «هَلْ تَعْرِفُ مَا يَهْدِمُ الإِْسْلاَمَ؟» قُلْتُ: لاَ، قَالَ: «يَهْدِمُهُ زَلَّةُ الْعَالِمِ، وَجِدَالُ الْمُنَافِقِ بِالْكِتَابِ وَحُكْمُ الأَْئِمَّةِ الْمُضِلِّينَ». رواه الدارمي ([2]).