×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

جَعَلَنا الله وإياكم من الذين يَهدون بالحق وبه يَعدلون! فكم ضل مَن ضل، وزَل مَن زَل!

**********

 قوله: «عن عَدي بن حاتم» هو: عَدي بن حاتم الطائي، اشتهر أبوه حاتم الطائي بالكرم والجود.

ولما استولى المسلمون على بلاد طيئ في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فر عَدي بن حاتم إلى الشام.

وأُخِذت أخته في الأسر مع السبي، فلما قَدِموا على المدينة عَرَضَتْ حالها على النبي صلى الله عليه وسلم، فأكرمها النبي صلى الله عليه وسلم وأعتقها، فأسلمت وحَسُن إسلامها، فكتبت إلى أخيها تستقدمه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وتخبره بأن الرسول صلى الله عليه وسلم كريم وأنه عفا عنها، وأنه لو جاء إليه لأكرمه.

فجاء عَدي بن حاتم، ودخل على الرسول صلى الله عليه وسلم، فاستقبله وأكرمه، ودعاه إلى الإسلام، فأعلن إسلامه، وحَسُن إسلامه، رضي الله عنه، وصار من قواد الجيوش في سبيل الله، وطال عمره في طاعة الله عز وجل.

هذا عَدي بن حاتم سَمِع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ قول الله عز وجل في اليهود والنصارى: ﴿قَٰتَلَهُمُ ٱللَّهُۖ أَنَّىٰ يُؤۡفَكُونَ أي: لعنهم الله ﴿ٱتَّخَذُوٓاْ أَحۡبَارَهُمۡ وهم علماؤهم ﴿وَرُهۡبَٰنَهُمۡ وهم العُبَّاد ﴿أَرۡبَابٗا مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَٱلۡمَسِيحَ ٱبۡنَ مَرۡيَمَ وهو عيسى عليه السلام. والأنبياء أَجَلُّ من الأحبار والرهبان، ومع هذا مَن اتخذهم أربابًا من دون الله كان كافرًا.

* فلما سَمِعها عَدي بن حاتم، قال: «إنَّا لَسْنَا نَعْبُدُهُمْ»؛ لأنه فَهِم أن العبادة هي الركوع والسجود والدعاء فقط، ولم يعلم أن العبادة تشمل الطاعة، والعبادة أنواع كثيرة؛ كما قال الشيخ تقي الدين رحمه الله:


الشرح