لكن الآن صاروا يعبدونهم، ويذبحون لهم، وينذرون لهم، ويطوفون بقبورهم! فصار
أشد من فعل اليهود والنصارى!!
ثم يقولون: الذي لا يطوف بقبورهم ولا يذبح لهم ولا ينذر لهم - هذا دليل على
أنه يبغضهم. والذي يطوف بقبورهم، ويذبح لهم، وينذر لهم - فهذه هي المحبة، هي
الولاية.
ومَن لم يعمل عملهم وصفوه بأنه عدو لأولياء الله.
قوله: «وعبادة الأحبار هي العلم والفقه،
ثم تغيرت الحال إلى أن عُبِد مَن ليس من الصالحين» ثم تغير الحال ولم يقتصر
على ما سبق من عبادة الصالحين، بل صاروا يعبدون الكفرة!!
فإذا كان الذي يسمونه وليًّا لا يعمل بطاعة الله عبدوه، وقالوا: هذه من
كرامته، هذا يأخذ عن الله مباشرة ولا يأخذ عن الرسول؛ لأنه وصل إلى الله!!
فيعبدونه وهو لا يصوم ولا يصلي ولا يحج، بل يفعل الزنا والفواحش.
ويقولون: هذا ولي له كرامات، انتهى من التحليل والتحريم وترقى، وليس لمثله
أن يتقيد بالتحليل والتحريم، بل التقيد بالحلال والحرام هذا للعوام، أما هو فقد
وصل إلى الله ولا يحتاج إلى التحليل والتحريم، إنما له أن يفعل ما يشاء!!
آل بهم الأمر إلى هذا الحد، والعياذ بالله، فهم يعبدون ابن عربي مع أنه
أكفر أهل الأرض، حيث يقول بوحدة الوجود، وليس هو بولي من أولياء الله، بل هو ولي
من أولياء الشيطان، ومع هذا يعبدونه.