×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

قوله: ﴿وَلَا تُفۡسِدُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ بَعۡدَ إِصۡلَٰحِهَا: قال أبو بكر بن عَيَّاش في الآية: «إن الله بَعَث محمدًا صلى الله عليه وسلم إلى أهل الأرض وهم في فساد، فأصلحهم الله بمحمد صلى الله عليه وسلم، فمَن دعا إلى خلاف ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم فهو من المفسدين في الأرض» ([1]).

قال ابن القيم: «قال أكثر المفسرين: لا تفسدوا فيها بالمعاصي والدعاء إلى غير طاعة الله، بعد إصلاح الله إياها ببعث الرسل، وبيان الشريعة، والدعاء إلى طاعة الله؛ فإن عبادة غير الله، والدعوة إلى غيره والشرك به - هو أعظم فساد في الأرض، بل فساد الأرض في الحقيقة إنما هو بالشرك، والدعوة إلى غير الله، وإقامة معبود غيره، ومطاع ومتبع غير رسول الله صلى الله عليه وسلم، هو أعظم الفساد في الأرض. ولا صلاح لها ولا لأهلها إلا بأن يكون الله وحده هو المعبود المطاع، والدعوة له لا لغيره، والطاعة والاتباع لرسوله ليس إلا، وغيره إنما تجب طاعته إذا أَمَر بطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم، فإذا أَمَر بمعصيته وخلاف شريعته فلا سمع ولا طاعة.

ومَن تدبر أحوال العالم وجد كل صلاح في الأرض فسببه توحيد الله وعبادته وطاعة رسوله. وكل فتنة في العالم وبلاء وشر وقحط وتسليط عدو... وغير ذلك فسببه مخالفة رسوله والدعوة إلى غير الله ورسوله». انتهى.

وبما ذكرنا يتبين مطابقة الآية للترجمة.

**********


الشرح

([1])  أخرجه: ابن أبي حاتم في تفسيره (1/ 1501).