معصية الخالق كائنًا مَن
كان، لا يجوز أن يطاع في معصية الله عز وجل أحد، لا الوالد ولا السلطان، ولا
الشيخ، ولا العالِم، ولا الزوج، ولا أي أحد له إمرة أن يطاع في معصية الله.
لكن العلماء وولاة الأمور إذا أَمَروا بطاعة الله ورسوله، فإنهم تجب
طاعتهم. أما إذا أَمَروا بمعصية فلا تجوز طاعتهم.
* قال الشيخ رحمه الله نقلاً عن ابن القيم رحمه الله: «ومَن تدبر أحوال العالم وجد كل صلاح في
الأرض، فسببه توحيد الله وعبادته وطاعته وطاعة رسوله. وكل فتنة في العالم وبلاء
وشر وقحط وتسليط عدو وغير ذلك، فسببه مخالفة رسوله والدعوة إلى غير الله ورسوله».
خذ مثلاً هذه البلاد، كانت قبل دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في
أمر مَريج من الفتن والظلم وتَسَلُّط الناس بعضهم على بعض، واختلاف الكلمة، وعدم
الأمن، والاستقرار، وضيق المعيشة.
فلما دعا الشيخ رحمه الله الناس إلى توحيد الله، وتبعه كثير من الناس على
ذلك، صلحت هذه البلاد وأمنت وفُتحت عليها الأرزاق واجتمعت كلمتها، وزال الخلاف؛
ذلك لأن دعوة الشيخ مُوافِقة لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم.