×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

قوله: عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ هَوَاهُ تَبَعًا لِمَا جِئْتُ بِهِ» ([1]).

قال النووي: حديث صحيح، رُوِّيناه في كتاب الحُجة بإسناد صحيح: هذا الحديث رواه الشيخ أبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي الشافعي في كتاب «الحُجة على تارك المَحَجَّة» بإسناد صحيح، كما قال المصنف عن النووي. ورواه الطبراني، وأبو بكر بن أبي عاصم، والحافظ أبو نُعَيْم في «الأربعين» التي شَرَط لها أن تكون في صحاح الأخبار.

وشاهده في القرآن، قوله عز وجل: ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤۡمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيۡنَهُمۡ ثُمَّ لَا يَجِدُواْ فِيٓ أَنفُسِهِمۡ حَرَجٗا مِّمَّا قَضَيۡتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسۡلِيمٗا [النساء: 65]، وقوله: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤۡمِنٖ وَلَا مُؤۡمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥٓ أَمۡرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ ٱلۡخِيَرَةُ مِنۡ أَمۡرِهِمۡۗ [الأحزاب: 36]، وقوله: ﴿فَإِن لَّمۡ يَسۡتَجِيبُواْ لَكَ فَٱعۡلَمۡ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهۡوَآءَهُمۡۚ [القصص: 50]، ونحو هذه الآيات.

قوله: «حَتَّى يَكُونَ هَوَاهُ تَبَعًا لِمَا جِئْتُ بِهِ»: الهَوَى - بالقصر - أي: ما تهواه وتحبه نفسه.

فإن كان الذي يحبه وتميل إليه نفسه، ويعمل به - تابعًا لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، لا يخرج عنه إلى ما يخالفه، فهذه صفة أهل الإيمان المطلق، الذي يوجب لصاحبه الجنة والنجاة من النار.


الشرح

([1])  أخرجه ابن أبي عاصم في السنة رقم (15).