والمذاهب والمقالات، وفي
المنازعات الفقهية؛ لقوله عز وجل: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ﴾ [النساء: 59].
أما الذي يريد أن يأخذ جانبًا فقط، ويترك ما هو أهم منه؛ فهذا ليس تحاكمًا
إلى كتاب الله.
أما ما يقوله دعاة الحاكمية اليوم ويريدون تحكيم الشريعة في أمور المنازعات
الحقوقية، ولا يُحكمونها في أمر العقائد، ويقولون: الناس أحرار في عقائدهم، يكفي
أن يقول الإنسان: «أنا مسلم» سواء
أكان رافضيًّا أم كان جهميًّا أم كان معتزليًّا، أو... أو.. إلى آخره!! ويقولون:
نجتمع على ما اتفقنا عليه، ويَعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه. هذه هي القاعدة
التي وضعوها، ويسمونها: «القاعدة الذهبية».
فهذا في الحقيقة تحكيم للكتاب في بعض الأمور، وترك له فيما هو أهم منه؛ لأن
تحكيم الشريعة في أمر العقيدة أعظم من تحكيمها في شأن المنازعات الحقوقية،
فتحكيمها في أمر العقيدة، وهدم الأضرحة ومشاهد الشرك، ومقاتلة المشركين حتى يؤمنوا
بالله ورسوله - هذا أهم.
فالذي يأخذ جانب الحاكمية فقط، ويهمل أمر العقائد، ويهمل أمر المذاهب
والمناهج التي فرقت الناس الآن، ويهمل أمر النزاع في المسائل الفقهية، ويقول:
أقوال الفقهاء كلها سواء، نأخذ بأي واحد منها دون نظر إلى مستنده.