قوله:
﴿وَإِذَا
قِيلَ لَهُمۡ لَا تُفۡسِدُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ قَالُوٓاْ إِنَّمَا نَحۡنُ
مُصۡلِحُونَ﴾: قال أبو العالية في الآية: «يعني: لا تعصوا في
الأرض؛ لأن مَن عصى الله في الأرض أو أَمَر بمعصية الله، فقد أفسد في الأرض؛ لأن
صلاح الأرض والسماء إنما هو بطاعة الله ورسوله» ([1]).
ومناسبة
الآية للترجمة أن التحاكم إلى غير الله ورسوله من أعمال المنافقين، وهو من الفساد
في الأرض.
وفي
الآية التنبيه على عدم الاغترار بأقوال أهل الأهواء، وإن زخرفوها بالدعوى.
**********
قوله: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمۡ﴾ أي: إذا قيل
للمنافقين ﴿لَا تُفۡسِدُواْ
فِي ٱلۡأَرۡضِ﴾ بالمعاصي والشرك والحكم بغير ما أَنزل الله. فسمى الله
ذلك فسادًا في الأرض ﴿قَالُوٓاْ
إِنَّمَا نَحۡنُ مُصۡلِحُونَ﴾ لا يتراجعون ولا يعترفون بخطئهم ويتوبون عنه، بل
يُصِرون ويَدَّعُون أن ما هم عليه هو الصلاح.
وهذا ما يقوله دعاة الباطل الآن، يقولون: نحن ندعو إلى الرقي
والتقدم والحضارة واللَّحاق بالأمم. وهذا بعرفهم إصلاح، وهو في الحقيقة إفساد في
الأرض، وتعطيل لأحكام الشريعة، وإشاعة للمعاصي والمحرمات والمخالفات.
ويقولون: هذا إصلاح، والإفساد هو البقاء على ما عليه المؤمنون من الرجعية والتأخر!!
([1]) أخرجه: ابن أبي حاتم في تفسيره (1/ 44).