×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

فعلي رضي الله عنه منعهم من ذلك، وقال لهم: «حَدِّثُوا النَّاسَ، بِمَا يَعْرِفُونَ»، أي: بما هو معروف وثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فما كان صحيحًا وثابتًا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكن يستغربه الناس لقصور في أفهامهم؛ فلا يُحَدِّثون الناس به؛ لأن هذا وسيلة إلى أنهم ينكرون شيئًا صحيحًا ثابتًا عن النبي صلى الله عليه وسلم.

فالذي يُحَدِّث الناس بما لا يعرفون بين حالتين:

* إما أن يأتي بأخبار مكذوبة وينسبها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

* وإما أن يأتي بأخبار صحيحة، ولكن فَهْمها لا يتأتى للعوام، وإنما يتأتى لأهل العلم.

فالواجب على المعلم والمدرس والخطيب والواعظ أن يُحَدِّث الناس على حَسَب طبقاتهم، فينظر في أحوال المجتمعين حوله:

* فإن كانوا طلاب علم وأهل فَهْم، يحدثهم بما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنهم لا يستنكرون هذا.

* أما إن كانوا مبتدئين في طلب العلم أو عوام، فإنه لا يأتي بغرائب الأخبار، بل يتدرج بهم شيئًا فشيئًا.

هذه هي الطريقة العلمية في التعليم، وهذا هو المنهج التعليمي الصحيح.


الشرح