فمَن اعتقد أن هذه النعم من صنع غير الله وخلق غير الله، فقد كَفَر كفرًا
أكبر. وإن اعتقد أن هذه أسباب فقط، وأنها أثرت في إيجاد هذه النعم، فهذا شرك أصغر.
فعلى كل حال إضافة النعم إلى غير الله شرك إما أكبر وإما أصغر.
والواجب أن تضاف النعم إلى الله عز وجل، وأن يُشْكَر عليها، ويُحْمَد عليها سبحانه
وتعالى؛ لأن مَن أضافها إلى غير الله لم يشكر الله ولم يحمد الله.
والله عز وجل يقول: ﴿وَمَا
بِكُم مِّن نِّعۡمَةٖ فَمِنَ ٱللَّهِۖ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ ٱلضُّرُّ فَإِلَيۡهِ
تَجَۡٔرُونَ﴾ [النحل: 53].
ويقول الله عز وجل: ﴿وَأَسۡبَغَ
عَلَيۡكُمۡ نِعَمَهُۥ ظَٰهِرَةٗ وَبَاطِنَةٗۗ وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُجَٰدِلُ فِي ٱللَّهِ
بِغَيۡرِ عِلۡمٖ وَلَا هُدٗى وَلَا كِتَٰبٖ مُّنِيرٖ﴾ [لقمان: 20].
فشكر النعمة عبادة لله سبحانه وتعالى، وكفرها شرك بالله عز وجل.
فهذه مسألة عظيمة قد يقع فيها كثير من الناس؛ كما سيأتي في كلام شيخ
الإسلام ابن تيمية رحمه الله، في آخر الباب، فيجب التنبه لها.