وإذا كان ولابد أن يُجعل
لفلان شيء من الذِّكر، فيقال: لولا الله ثم فلان. كما قال النبي صلى الله عليه
وسلم: «قُولُوا مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ
شَاءَ فُلاَنٌ» ([1]). أما أن يقال: «لولا فلان لم يحصل كذا». فهذا لا يجوز.
أو يقال: «لولا الله وفلان». هذا
أيضًا لا يجوز.
أما قول: «لولا الله ثم فلان».
فهذا لا بأس به؛ لأن فلانًا جُعل تابعًا لا مُؤثِّرًا.
فهذا يبين وجوب تحري الدقة في الألفاظ، وأن العبد ينبغي عليه ألا
يتلفظ بلفظ غير صحيح يؤثر على عقيدته.
قوله: «وقال ابن قتيبة: «يقولون: هذا
بشفاعة آلهتنا» ابن قتيبة إمام جليل، من أئمة أهل السُّنة، وله مؤلفات عظيمة،
ويلقبه العلماء بـ «خطيب أهل السنة»؛
لفصاحتة وبلاغته، كما أن الجاحظ يلقب بـ «خطيب
المعتزلة».
فالإمام ابن قتيبة رحمه الله يفسر هذه الآية بأنهم يقولون: «هذا بشفاعة آلهتنا»، أي: ينسبون النعمة إلى الأصنام، ويقولون: هذه النعم حصلت بشفاعة آلهتنا عند الله. لأنهم يعبدونها ويقولون: هؤلاء شفعاؤنا عند الله. قال عز وجل: ﴿وَيَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا يَنفَعُهُمۡ وَيَقُولُونَ هَٰٓؤُلَآءِ شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ قُلۡ أَتُنَبُِّٔونَ ٱللَّهَ بِمَا لَا يَعۡلَمُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ سُبۡحَٰنَهُۥ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشۡرِكُونَ﴾ [يونس: 18].
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4980)، وابن ماجه رقم (10821)، والدارمي رقم (2741)، وأحمد رقم (23265).