فيزعمون أن هذه الأصنام شفعت لهم عند الله، فحصلت لهم هذه النعم!!
هذا قول المشركين، ولا يقولون: هذه النعم من الله، وليس لأحد فيها تدخل،
وإنما هي من الله، هو تَفَضَّل بها! ويحمدونه عليها ويشكرونه عليها، لا يقولون
هذا، وإنما يشكرون هذه الأصنام التي شفعت لهم عند الله بزعمهم، فحصلت لهم هذه
النعم.
قوله: «وقال أبو العباس» يعني: شيخ
الإسلام ابن تيمية، يكنى بأبي العباس «بعد
حديث زيد بن خالد الذي فيه: «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ: أَصْبَحَ مِنْ
عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ...»»، تقدم هذا الحديث في باب الاستسقاء
بالنجوم.
وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بأصحابه صلاة الصبح في الحديبية -موضع قريب من مكة- «عَلَى إِثْرِ سَمَاءٍ كَانَتْ مِنَ اللَّيْلَةِ»، أي: مطر نزل في الليل، والمطر نعمة من الله سبحانه وتعالى، «فَلَمَّا انْصَرَفَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ»، فَقَالَ: «هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟» قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ، فَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ، فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ بِالكَوْكَبِ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ: بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا، فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي وَمُؤْمِنٌ بِالكَوْكَبِ» ([1]).
([1]) أخرجه: البخاري رقم (846)، ومسلم رقم (71).