فهذا الحديث صريح في أن
مَن نسب النعم إلى غير الله فإنه يكون كافرًا بالله. والمراد: كفر النعمة، وليس
الكفر الأكبر المخرج من الملة. وكفر النعمة كفر أصغر لا يُخْرِج من الملة، لكنه
خطير.
* قال شيخ الإسلام: «وهذا كثير في
الكتاب والسنة، يَذم سبحانه مَن يضيف إنعامه إلى غيره، ويشرك به» أي: هذا
كثيرٌ وروده في الكتاب والسنة، أن الله سبحانه وتعالى يَذم مَن نسب إنعامه إلى
غيره.
والواجب أن تضاف النعم إلى الله عز وجل، ويُحْمَد ويُشْكَر عليها، ولا تضاف
إلى غيره.
وهذا ورد في معناه حديث قدسي، يقول الله عز وجل فيه: «إِنِّي وَالْجِنُّ وَالإِْنْسُ فِي نَبَأٍ عَظِيمٍ، أَخْلُقُ وَيُعْبَدُ
غَيْرِي ؟ وَأَرْزُقُ وَيُشْكَرُ غَيْرِي» ([1]).
قوله: «قال بعض السلف: «هو كقولهم: كانت الريح طيبة والملاح حاذقًا. ونحو ذلك مما هو جارٍ على ألسنة كثير»» يعني: إذا مَشَوْا في البحر. وهذا من آيات الله أن تجري السفن والمراكب على الماء وترسو عليه، قال عز وجل: ﴿وَمِنۡ ءَايَٰتِهِ ٱلۡجَوَارِ فِي ٱلۡبَحۡرِ كَٱلۡأَعۡلَٰمِ﴾ [الشورى: 32]، أي: كالجبال، ولا تغوص في الماء، سَخَّر الله هذا البحر يحملها، كما سَخَّر الهواء الآن أن يَحمل الطائرات المشحونة بالركاب والأمتعة، ولو شاء لسَلَّط على السفن أمواج البحر فأغرقتها، ولو شاء لأسكن الريح فتوقفت عن السير، كل هذا بأمره سبحانه وتعالى.
([1]) أخرجه: الطبراني في الشاميين رقم (974)، والبيهقي في الكبير رقم (4243).