فالواجب على العبد أن يشكر الله على ذلك، قال عز وجل: ﴿هُوَ ٱلَّذِي يُسَيِّرُكُمۡ
فِي ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِۖ حَتَّىٰٓ إِذَا كُنتُمۡ فِي ٱلۡفُلۡكِ وَجَرَيۡنَ بِهِم
بِرِيحٖ طَيِّبَةٖ وَفَرِحُواْ بِهَا جَآءَتۡهَا رِيحٌ عَاصِفٞ وَجَآءَهُمُ ٱلۡمَوۡجُ
مِن كُلِّ مَكَانٖ وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُمۡ أُحِيطَ بِهِمۡ دَعَوُاْ ٱللَّهَ
مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ لَئِنۡ أَنجَيۡتَنَا مِنۡ هَٰذِهِۦ لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلشَّٰكِرِينَ﴾ [يونس: 22].
ذلك أن رحمة الله سبحانه وتعالى اقتضت أن ينجيهم، وأن ينقذهم من هذا الخطر؛
فكان الواجب أن يشكروا الله عز وجل، لكنهم يُسندون هذا إلى غير الله، فيقولون:
كانت الريح طيبة غير عاصفة، فتحركت السفينة، وكان الملاح - وهو قائد السفينة -
حاذقًا! أي: ماهرًا في قيادة السفينة، فيضيفون هذا إلى الريح وإلى حذق الملاح، ولا
ينسبونه إلى الخالق سبحانه وتعالى، ولا يشكرونه على ذلك.
وهذا من عجائب بني آدم! أنهم أضافوا هذه النعمة إلى الأسباب، ولم يضيفوها إلى
مسبب الأسباب، وهو الله سبحانه وتعالى، وهذا من كفر النعمة، والعياذ بالله.
وهذا يجري على ألسنة كثير من الناس - كما يقول شيخ الإسلام رحمه الله -،
فكثير من الناس يضيف النعم إلى الأسباب ولا يضيفونها إلى الله، وهذا خطر عظيم يجب
التنبه له، ويجب على الإنسان أن ينزه لسانه عن مثل هذا الكلام الذي فيه شرك وفيه
كفر وهو لا يدري.