فلا شك أن الكلب حارس يُتخذ للحراسة، وأنه ينبه على مجيء اللصوص، لكن ليس
هو الذي مَنَع اللصوص من السطو، الذي مَنَعهم هو الله سبحانه وتعالى، وإنما الكلب
سبب.
أحيانًا يكون عند الرجل عشرة كلاب أو مِائة كلب، ولا يمنع ذلك اللصوص من
السطو عليه إذا قَدَّر الله سبحانه وتعالى ذلك.
فليست الكلاب وحدها هي التي تحرسك، وإنما هي سبب، قد تنفع وقد لا تنفع،
فيجب على العبد أن يُعلِّق قلبه بالله عز وجل.
قال: «ولولا البط في الدار، لأتى
اللصوص» وكذلك يتخذون البط أو الببغاوات، أو أنواعًا من الطيور تُصْدِر
أصواتًا إذا استنكرت أحدًا، فينتبه صاحب البيت بسبب ذلك. فهي فيها فائدة لا بأس،
لكن لا تُسنِد إليها سلامتك من اللصوص، إنما تُسنِدها لله عز وجل، هو الذي حَفِظك،
وهو الذي دافع عنك. فأحيانًا يُسرق الإنسان وعنده بط وغيره من الطيور، إذا أراد
الله سبحانه وتعالى وقَدَّر له أن يُسرق.
قال: «وقول الرجل لصاحبه: ما شاء الله
وشئتَ» كذلك التشريك في المشيئة بقول: «ما
شاء الله وشئتَ»، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قول ذلك، وقال: عدل هذا
فقال: «قُولُوا مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ
شَاءَ فُلاَنٌ» ([1])؟
فتُقدِّم مشيئة الله عز وجل، ثم تأتي بـ «ثم»؛ لأنها تقتضي الترتيب والتعقيب.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4980)، وابن ماجه رقم (10821)، والدارمي رقم (2741)، وأحمد رقم (23265).