×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

فهذا يقع من المسلم الموحد، وهو خطير؛ لأنه يجر إلى الشرك الأكبر. فيجب معرفته؛ لأجل تجنب الألفاظ التي فيها شرك، وتجنب النيات والمقاصد التي فيها شرك.

أما الشرك الأكبر فهذا لا يقع من مسلم، وإن ادعى الإسلام فهو غير مسلم.

الذي يدعي أنه مسلم وهو يعبد القبور ويستغيث بالأموات - هذا ليس بمسلم؛ لأنه مشرك الشرك الأكبر المُخْرِج من الملة.

لكن الشرك الأصغر يحصل من أهل التوحيد والإيمان؛ فلذلك يجب عليهم أن يحذروه؛ لأنه أخفى من دبيب النملة السوداء على صفاةٍ سوداء في ظلمة الليل!! سواد في سواد. هذا تمثيل لخفاء هذا الشرك على كثير من الناس، الذين يتساهلون به ولا يُلقون له بالاً.

فيجب الحذر منه لأنه يجر إلى الشرك، وهو وإن كان شركًا أصغر فهو أكبر من الكبائر كما سيأتي.

ثم مَثَّل لبعض الألفاظ التي يتساهل فيها الناس، وهي من الشرك الأصغر الخفي، فقال: «وهو أن تقول: والله، وحياتك يا فلان، وحياتي» إذا اقتصر على الحلف بالله عز وجل هذا صحيح. لكن أن يقول: «وحياتك»، «وحياتي»، فتارة يحلف بالله، وتارة يحلف بحياة المخلوقين، هذا شرك، سواء حلف بحياته أو حياة المخاطب كله شرك.

قال: «وتقول: لولا كُلَيْبة هذا، لأتانا اللصوص» يعني: يسندون الأشياء إلى الأسباب.


الشرح