×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

الأشجار والأحجار والقبور. وذلك بالذبح لهذه الأشياء، والنذر لها، والاستغاثة بها. هذا شرك ظاهر واضح، وشرك أكبر يُخْرِج من الملة؛ لأنه صرف العبادة لغير الله سبحانه وتعالى.

الثاني: شرك أصغر، وهو خفي، سُمي خفيًّا لأنه يخفى على الناس ويتساهلون به، وإن كانوا مسلمين، وإن كانوا موحدين، لكنهم يخفى عليهم.

والشرك الخفي نوعان:

الأول: شرك في الألفاظ؛ مثل: الحلف بغير الله، وقول: «ما شاء الله وشئتَ»، و «لولا الله وأنت»، وما أشبه ذلك، هذا شرك ليس معه نية، وإنما هو شرك لفظي فقط.

الثاني: شرك في النيات والمقاصد، وهو الرياء والسمعة؛ لأنه في القلوب لا يعلمه إلا الله.

ولهذا قال ابن عباس رضي الله عنه عن هذا النوع من الشرك، الذي هو الشرك الأصغر: «أخفى من دبيب النمل على صفاةٍ سوداء، في ظلمة الليل»؛ لأن الناس لا يعرفونه ويتساهلون به، وهم مسلمون وموحدون، لكن قد يتلفظون بهذه الأشياء، أو يكون عندهم رياء في قلوبهم.

وهذا هو الذي خافه النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه، وقال: «أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر». فسُئِل عنه، فقال: «الرياء، يقوم الرجل فيُزيِّن صلاته لِما يرى من نظر الناس إليه» ([1]).


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد رقم (23630)، والبيهقي في الكبير رقم (6412)، والطبراني في الكبير رقم (4301).